كوفيد يدفع كثيرين إلى تغيير المهنة

20 فبراير 2022آخر تحديث :
كوفيد يدفع كثيرين إلى تغيير المهنة
لعبت الأزمة الصحية في فرنسا دورا كبير ا في زيادة الرغبة بتغيير المهن لدى كثيرين، بحسب دراسات حديثة وباحثين تواصلت معهم وكالة فرانس برس.

يقول موظف لديه عقد عمل موقت في التربية الوطنية في مقابلة أجراها معهد BVA لدراسة نشرتها هيئة France Competences، إن “لا تحسن في الراتب ولا تطور وظيفيا، في وقت من الاوقات يساهم الوضع المالي والنضوج في ادراك أن هذا الوضع لم يعد مناسبا”.

 

وترى France Competences هيئة تمويل وتنظيم التدريب المهني أن “الأزمة الحالية تلعب دورا في تسريع عملية طرح تساؤلات حول معنى وشروط ممارسة مهنتنا”.

 

لم نصل بعد الى “الاستقالة الكبرى” كما حصل في الشركات الأميركية مع تقديم استقالات جماعية في مرحلة الخروج التدريجي من الجائحة، لكن في فرنسا وفقا لاستطلاع للمنظمة التي تدير البطالة فإن 58% من العمال الناشطين لديهم مشروع واحد على الاقل لتغيير المهنة.

 

وفق الاستطلاع BVA الذي يجمع بين البيانات الكمية والمقابلات النوعية استنادا الى عينة تمثيلية من 5162 شخصا، فإن “فقدان المعنى” هو السبب الأكثر شيوعيا (27%) من قبل العاملين في إعادة التأهيل الذين يتحدثون أيضا عن “عدم الرضا” على شروط العمل (23%) أو على الراتب (22%) او بسبب الضغط الكبير في العمل (20%).

 

وصرحت آن لافين 56 عام ا لفرانس برس”، مع الأزمة الصحية كان لدي الوقت للتأمل، ولطرح الكثير من التساؤلات”، وبعد توليها منصب مسؤولية لعقود في مجال صناعة الطيران، استقالت لفتح محل أزياء وديكور في ضواحي تولوز في سبتمبر2021.

 

بالنسبة الى بياتريس دولاي المسؤولة في France Competences فإن “عدم الرضا المهني سائد في مجالات تغيير المهنة وفي الوقت نفسه تكمن وراءه أسباب اخرى كوجود فرصة او مشروع أو سبب شخصي”.

 

ووراء الرغبة في تغيير المهنة “هناك عامل مسبب قد يكون مهمات أصبحت لا تطاق كما رأينا في مجال الصحة”، بحسب قول فيرجيني لويز من وحدة التوظيف-التدريب في BVA.

 

وفي ربيع 2021 قال 40% من الممرضين والممرضات إن الأزمة الصحية أعطتهم رغبة في تغيير مهنتهم. و”المنطق يختلف بحسب الفئة الاجتماعية-المهنية”، بحسب مركز أبحاث المؤهلات.

 

ويسود بين العمال والموظفين المؤهلين “الانطباع بعدم الحصول على أجر كاف بالنظر إلى العمل المنجز والشعور بأن الوظيفة المحددة لا تتوافق مع مؤهلاتهم”.

 

وفي صفوف غير المؤهلين “هناك رفض لعدم الاستقرار والوظائف ذات المدة المحددة”. وبالنسبة إلى الخبيرة الاقتصادية ميراي برويير من مركز البحوث ودراسات العمل (Certop-CNRS) فإن الوباء “كشف شيئا كان موجود ا أصلا: أزمة عمل معممة تتعلق بأشكال التوظيف ومعنى العمل”.

 

وأضافت “من ناحية الوظائف الأقل تأهيلا لدينا ظروف عمل ورواتب تدهورت ومن ناحية أخرى بالنسبة للموظفين الثابتين هناك إدارات أدت إلى فقدان معنى الوظيفة”.

 

يعتقد عالم الاجتماع المتخصص في تنظيم العمل باسكال أوغيتو أن “الأزمة الصحية تضخ م حركة تأرجح كانت في الأصل مستقلة عنها، وتسارعت مع تراجع البطالة: قلب ميزان القوى بين أرباب العمل والموظفين بعد أن اصبحت الفئة الاخيرة تتمتع بفرص أكبر لتأكيد مطالبهم”.

 

وفي فرنسا حيث كانت البطالة في أدنى مستوياتها منذ ما يقارب 15 عام ا (7,4%) تم تحسين الاجور في مجالي الفنادق والمطاعم والنقل البري، وهما قطاعان يحتاجان إلى قوى عاملة.

 

ويؤكد أوغيتو أن “تغيير المهنة هو مخاطرة لم تكن لتحصل قبل عشرين أو ثلاثين عاما”. وعلى غرار العديد من مقدمي الرعاية الصحية “بات أفراد على استعداد للتخلي عن مناصب ثابتة لصالح مستقبل غير واضح المعالم حتى لا يشعرون بأنهم عالقون في مكان ما ويكونون سعداء ويتحكمون بمصيرهم”.

المصدر (أ. ف. ب):
اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق