قافلتنا تسير و “براقش” تنبح

30 ديسمبر 2020آخر تحديث :
قافلتنا تسير و “براقش” تنبح
قافلتنا تسير و “براقش” تنبح

ضربة المعلم المدوية التي أنهى بها المغرب أوهام الخصوم ، كانت منطقية ؛ فهي نجاح باهر تراكمي للستراتيجية الذكية التي طبختها الدبلوماسية المغربية بتوجيه عبقري من جلالة الملك محمد السادس ، على نار هادئة منذ العودة التاريخية إلى أحضان الاتحاد الافريقي و سد الثغرة التي كان خصومنا يستغلونها.

النصر الكاسح الذي حققه المغرب باعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بسيادة الصحراء شكل صدمة مزلزلة للأعداء افقدتهم صوابهم و اخلتهم في حالة هستيرية و كما هو  متوقع أقام مناوئوا المغرب الدنيا و تعالت أصواتهم بالنواح : البعض عن مصير ” الشعب الصحراوي المسكين” الذي تبخرت وعود الجزائر له بتقرير المصير و الاستقلال،والبعض عن مصير الشعب الفلسطيني الذي تذكرته الجزائر هذه الأيام ، و الذي ستحرمه الاتفاقية الثلاثية من حقه المشروع في وطنه ، وكأن مقاطعة العرب لإسرائيل منذ 70 عاما أتت بشيء.

إن قافلة المغرب مستمرة في سيرها نحو الأهداف المرسومة بثقة و واقعية و مسؤولية لا يؤثر فيها ما يملء فضاءات التواصل من نباح لأن المغرب ينطلق في مواقفه دائما من قناعاته و مبادئه و ليس من حسابات و معادلات سياسية ظرفية.

 

صلاح الدين الأيوبي (google)

الذين يزايدون في قضية فلسطين يعرفون أن المغرب و منذ عصور كان سندا قويا للقضايا العربية و الاسلامية وما يزال ؛ المغرب أول و أكبر من أمد صلاح الدين الأيوبي بالمال و السلاح و الرجال لمواجهة الصليبيين رغم أنه كان البلد الأبعد وكان المغاربة المجاهدين الذين خصهم صلاح الدين بحي خاص في القدس،أقطعه إياهم دون سواهم وكان المغرب أول من أرسل جنوده للوقوف في جبهة سيناء مع المصريين و كان البلد الوحيد الذي أرسل زهرة شبابه إلى الجولان حيث ضربوا أروع أمثلة الشجاعة ، وصمدوا وحدهم دفاعا عن الكرامة العربية عندما انسحب الآخرون وتركوهم وحدهم محاصرين في الهضبة من كل جانب ليقاتلوا ويذيقوا جيوش إسرائيل الأمرين، وليستشهد الكثير منهم واقفين مقاتلين وراء قادئدهم الشهيد العلام .

 

حارة المغاربة بالقدس (google)
الشهيد المغربي الكولونيل عبد القادر العلام

المغرب كان و لايزال البلد الوحيد الذي التزم بمساعدة أهل القدس و الحفاظ على وجود لجنة وبيت مال القدس اللذين نسيهما الجميع أو كادوا ، فالمغرب يدعم أسر الشهداء و المعتقلين و يرعى التلاميذ و الطلاب ويوفر المستلزامات المدرسية والتجهيزات و يبني الكليات ويعطي المنح وينظم المخيمات الصيفية.

جلالة الملك محمد السادس حرص على التأكيد في جل المناسبات على تواصل الالتزام المغربي تجاه الشعب الفلسطيني ومن موقعه الجديد ومن خلال علاقته الاستراتيجية مع الولايات المتحدة و الأسرة العربية و إسرائيل سيعمل المغرب بأسلوبه الواقعي الجاد على مساعدة الشعب الفلسطيني الشقيق على تخطي مرحلة الجمود الحالية و تحقيق آماله في استكمال تكوين دولته المستقلة ، بعيدا عن المزايدات ، و العبرة ستكون بالنتائج.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق