“شرقيات 2023”.. حدث بارز يسلط الضوء على إمكانات وجاذبية جهة الشرق

29 ديسمبر 2023آخر تحديث :
“شرقيات 2023”.. حدث بارز يسلط الضوء على إمكانات وجاذبية جهة الشرق
(آش24):

عاشت جهة الشرق، خلال سنة 2023، على إيقاع عدة أنشطة وفعاليات تبرز إمكانات الجهة ومؤهلاتها، أبرزها تظاهرة “شرقيات 2023” التي نظمت احتفاء بمرور 20 سنة على إطلاق المبادرة الملكية لتنمية جهة الشرق (18 مارس 2023).

“20 سنة من الاستثمارات من أجل تنمية مستدامة” هو شعار هذا الحدث الأبرز الذي احتضنته مدينة وجدة في شهر مارس الماضي، وجمع العديد من الفاعلين وصناع القرار من عوالم السياسة والاقتصاد، محليا وطنيا ودوليا، والذي مكن من تسليط الضوء على التحول المتواصل الذي تشهده هذه الجهة بفضل استراتيجية تنموية غير مسبوقة من حيث حجمها وبعدها التكاملي.

وكان والي جهة الشرق، معاذ الجامعي قد أكد، بالمناسبة، أن المبادرة الملكية لتنمية جهة الشرق جعلت من المنطقة قطبا تنمويا واعدا ومجالا مشجعا لاستقطاب الاستثمارات.

وأوضح الجامعي “أن الخطاب الملكي السامي ل 18 مارس 2003، الذي أطلق المبادرة الملكية لتنمية جهة الشرق، رسم خارطة الطريق من أجل إقلاع تنموي للجهة، تمثلت أساسا في الاستثمار والبنيات التحتية والمشاريع الاقتصادية الكبرى وتكوين العنصر البشري”.

من جهته، أبرز الوزير المنتدب المكلف بالاستثمار والالتقائية وتقييم السياسات العمومية، محسن الجزولي، أن جهة الشرق تفرض نفسها كنموذج لقوة جهوية، مبرزا أن هذه الجهة تتوفر على بنية تحتية ترقى إلى أفضل المعايير الدولية.

وأوضح الوزير، في هذا الإطار، أن الجهة تتوفر على ثالث شبكة طرق بالمغرب، تؤمن ربطا لوجستيكيا نموذجيا، مضيفا أن مطاراتها الثلاثة، وفي مقدمتها مطار وجدة – أنجاد، تجعلها منفتحة على العالم وتتيح لها الحفاظ على روابط قوية مع جاليتها من المغاربة المقيمين بالخارج.

وبخصوص ميناء الناظور غرب المتوسط، قال الوزير إن هذه المنشأة ستعزز الإمكانات الجيو-استراتيجية للمنطقة التي ستصبح، بفضل توفرها على شريط ساحلي يناهز 200 كلم، بالتأكيد مركزا متوسطيا، مشيرا إلى أن أغلب ساكنة المنطقة هم من الشباب ذوي المؤهلات العالية.

وتابع أن جامعات الجهة تساهم في تكوين أكثر من 80 ألف طالب، تنافس كفاءاتهم طلبة الأقطاب الجامعية الرئيسية بالبلاد.

وفي حديثه عن السياحة، سلط الجزولي الضوء على منتجع السعيدية السياحي وبحيرة “مارتشيكا”، التي تقدم عرضا فندقيا متطورا لإبراز الرأسمال اللامادي والتاريخي للجهة، مبرزا أيضا أن آفاق الطاقة الخضراء هي واعدة وذلك بفضل موارد الطاقة المتجددة الكبيرة، والتي تستأثر باهتمام المستثمرين.

من جانبه، أكد وزير الصناعة والتجارة، رياض مزور، أن جهة الشرق تتوفر على كل الإمكانات لتكون محركا للنمو الوطني، ولها فرص كبيرة للتنمية في المستقبل ستتطلب دفعة قوية لإطلاق دينامية صناعية جديدة بالمنطقة.

كما أكد مزور أنه سيتم إطلاق 110 مشاريع صناعية بالجهة بغلاف مالي إجمالي قدره 18 مليار درهم، لخلق 40 ألف فرصة شغل مباشرة وغير مباشرة، مشيرا في هذا الإطار، إلى أن الجهة ستكون بها 8 مناطق صناعية وذلك من أجل تحريك الدينامية الصناعية بها.

وفي سنة 2023، تكون جهة الشرق قد ضمنت جني ثمار الاستثمارات المنجزة، من خلال المؤشرات الأولى للتحسن الملموس خاصة في قطاع الأسلاك الكهربائية “الكابلاج”.

وهكذا، فإن مجموعة “أبتيف” (APTIV) للسيارات متعددة الجنسيات، قامت في مارس الماضي، بتدشين أول مصنع لها بالقطب التكنولوجي لوجدة، والذي يعتبر الوحدة الإنتاجية السابعة والمعمل العاشر لمجموعة أبتيف بالمغرب.

ويقع هذا المصنع بالمنطقة الحرة لوجدة على قطعة أرضية تقدر مساحتها بـ 8 هكتارات، مجاورة للمطار. وتطلب بناء المصنع استثمار 394 مليون درهم، وسيمكن من خلق أكثر من 3000 منصب شغل مباشر.

إن برامج الاستثمار بالجهة تسير على الطريق الصحيح، بغلاف مالي يقدر ب 1.9 مليار درهم، حيث تم خلق ما لا يقل عن 28 ألف و600 منصب شغل، ودعم المقاولات والتشغيل الذاتي.

كما تعرف الجهة حاليا تعزيزا للبنيات التحتية الاقتصادية، بغلاف مالي مقدر ب 316 مليون درهم، ومشاريع مخصصة لتأهيل المنطقة الصناعية بسلوان، والمنطقة الصناعية العروي، والمناطق الصناعية بجرادة، وكنفودة، وعين بني مطهر وتويسيت.

وفي ما يتعلق بتعزيز وتثمين الرأسمال البشري، تعمل الجهة على تعزيز تكوين الموارد البشرية للاستجابة لمتطلبات سوق الشغل، من خلال إنشاء مراكز للتكوين، حيث أنه من بين 22 مركزا مبرمجا، يتم حاليا استغلال 14 مركزا فيما يجري استكمال إنجاز 6 مراكز.

وبخصوص القطاع الفلاحي، فإن الجهة تضم 889 ألف و450 هكتارا من الأراضي الصالحة للزراعة، 16 بالمائة منها مسقية، كما أن هذا القطاع الفلاحي يواجه عدة تحديات تعزى، أساسا، إلى آثار الجفاف.

وتم في هذا الإطار، اتخاذ العديد من الإجراءات منها بالأساس، تعزيز أنظمة الري ، وتطوير تصدير الحمضيات والخضر، فضلا عن استراتيجية “الجيل الأخضر”.

كما أن الجهة استفادت من استثمارات بلغ مجموعها 10 مليارات درهم في القطاع الفلاحي، همت، أساسا، المشاريع الفلاحية التضامنية، ومشاريع السقي، وكذا التهيئة الهيدرو فلاحية.

يضاف إلى ذلك البنية التحتية المائية، حيث تتوفر الجهة على 24 سدا كبيرا و22 سدا صغيرا، خاصة أنه تم بذل الجهود لتعبئة المياه الجوفية، وضمان التزود بالماء الشروب في الوسط القروي.

ولتلبية الطلب على المياه، هناك سدودا أخرى في طور الإنجاز لا سيما في كرسيف والدريوش وتاوريرت وفجيج.

وتهدف تظاهرة “شرقيات”، المنظمة بشراكة بين ولاية جهة الشرق، ومجلس جهة الشرق، والمركز الجهوي للاستثمار لجهة الشرق، ووكالة تنمية جهة الشرق، إلى الارتقاء بهذه الجهة، التي يمكن اعتبارها من الآن فصاعدا رافعة للاقتصاد الوطني.

وتميزت هذه الفعاليات بحضور وفود من بلدان إفريقية، منها كبوركينا فاصو، والكاميرون، والكونغو، وجزر القمر، وكوت ديفوار، ومالي، والنيجر، وموريتانيا، ومدغشقر، والسينغال.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق