تقديم أول تقرير للجنة الوطنية لتنسيق إجراءات مكافحة الاتجار بالبشر والوقاية منه

15 فبراير 2022آخر تحديث :
تقديم أول تقرير للجنة الوطنية لتنسيق إجراءات مكافحة الاتجار بالبشر والوقاية منه

 

جرى، اليوم الثلاثاء، بالرباط تقديم التقرير الوطني السنوي للجنة الوطنية لتنسيق إجراءات مكافحة الاتجار بالبشر والوقاية منه، خلال اجتماع حضره ممثلون عن هيئات ومؤسسات أممية وأوروبية.

ويتضمن التقرير الذي هو الأول للجنة وقدمه مدير الشؤؤن الجنائية والعفو بوزارة العدل هشام ملاطي ، بالخصوص ، نبذة عن الجهود الوطنية المبذولة في مجال مكافحة الاتجار بالبشر ورصد لهذه الظاهرة بالأرقام، إضافة إلى معطيات حول التعاون الدولي في المجال والإكراهات والآفاق المستقبيلة لمكافحة الاتجار بالبشر والوقاية منه.

وأوضح السيد ملاطي الجهود المبذولة للمغرب في هذا المجال والتي تتمثل في تعزيز الإطار القانوني من خلال جعل حقوق الإنسان خيارا استراتيجيا وهو ماتبناه دستور المملكة الذي جعل الاتفاقيات الدولية التي يصادق عليها المغرب تسمو على التشريعات الوطنية بمجرد نشرها.

وأشار إلى أن المغرب صادق على العديد من الاتفاقيات الدولية ذات الصلة بحقوق الإنسان بصفة عامة والمتعلقة بمكافحة الجريمة المنظمة وجريمة الاتجار في البشر على الخصوص، وذلك قبل اعتماد القانون رقم 27.14 المتعلق بمكافحة الاتجار بالبشر والذي مكن من جعل مجموعة القانون الجنائي المغربي تتضمن تعريفا خاصا بالاتجار بالبشر ونصوصا معاقبة على كافة الصور التي يمكن ان يتخذها.

وبحسب هذه الوثيقة، فإن المغرب ومن خلال القانون رقم 14-27 قد التزم بملاءمة تشريعه الوطني مع بروتوكول منع وقمع ومعاقبة الاتجار بالأشخاص خاصة النساء والأطفال المكمل لاتفاقية الأمم للمتحدة لمكافحة الجريمة المنظمة عبر الوطنية لعام 2000 الذي صادق عليه مع احترام خصوصيته الوطنية. كما تتمثل هذه الجهود ، يضيف التقرير ، في تقوية الإطار المؤسساتي للتصدي للاتجار بالبشر والوقاية منه.

وسجل أن عدد ضحايا الاتجار بالبشر في المغرب عرف تزايدا مهما خلال السنوات الثلاث الأخيرة، بين ضحايا مفترضين وضحايا للاتجار بالبشر، حيث بلغ عددهم 719 ضحية غالبيتهم مغاربة راشدون، مضيفا أن نسبة الضحايا القاصرين ذكورا كوانوا أم إناثا تظل مرتفعة، إذ بلغت 47.41 في المائة.

وتشير المعطيات الواردة في التقرير إلى أن عدد الضحايا الذكور بلغ 414 ضحية وعدد الضحايا الإناث 305، منهم 192 قاصرا، و213 راشدا، ويتوزعون بين 536 مغربيا و183 أجنبيا.

وأبرز أن الاستغلال الجنسي يعد أكثر صور الاستغلال شيوعا للاتجار بالبشر بالمغرب حيث بلغ عدد حالاته 283 حالة، يليه الاستغلال في التسول (56 حالة) والسخرة (35 حالة)، بالإضافة إلى باقي الصور الأخرى للاتجار بالبشر.

وأكد التقرير أنه خلال السنوات الثلاث الأخيرة، سجل عدد المتابعين في قضايا الاتجار بالبشر ارتفاعا ملحوظا تجاوز 200 في المائة، بالنسبة لسنة 2018، و96 في المائة بالنسبة لسنة 2019. و قد بلغ عدد المتابعين في هذه القضايا ما مجموعه 585 متابعا، بين راشد وقاصر، منهم 84 من الأجانب، و144 من الإناث، معتبرا أن هذا الارتفاع يعزى إلى المجهودات المبذولة في التعريف بالجريمة وتفكيك الشبكات النشيطة فيها.

وبحسب التقرير فإن عدد القضايا المسجلة عرف ارتفاعا مستمرا إذ انتقل من 17 قضية في سنة 2017 إلى 80 قضية في سنة 2018، ليصل إلى 151 قضية في سنة 2019.

وفي كلمة بالمناسبة، قال وزير العدل عبد اللطيف وهبي ، بصفته رئيسا للجنة الوطنية ، إن التقرير الوطني كشف عن حجم هذه الظاهرة ودرجة توسعها وانتشارها بالمغرب و”هو ما يدعونا جميعا إلى وضع معايير نوعية ودقيقة والبحث عن الممارسات الجيدة وتجارب المكافحة الناجعة في الدول الرائدة في المجال، وطرق التعرف على الضحايا وحمايتهم وتوفير آلية إحالة وطنية لهم وتمكينهم من خدمات جميع الفاعلين وفق كل حالة على حدة”، خاصة وأن الدولة ملزمة بموجب المادة الرابعة من المرسوم المحدث للجنة بتوفير الحماية والرعاية الصحية والدعم النفسي والاجتماعي لفائدة ضحايا التجار بالبشر.

وتابع السيد وهبي أن الدولة ملزمة كدلك بالعمل على توفير أماكن لإيوائهم بصفة مؤقتة وتقديم المساعدة القانونية اللازمة لهم، وتيسير سبل اندماجهم في الحياة الاجتماعية أو تيسير عودتهم الطوعية إلى بلدهم الأصلي أو بلد إقامتهم حسب الحالة إذا كانوا أجانب.

وأكد أن الوزارة ، مواكبة منها لعمل اللجنة الوطنية ، تعمل جاهدة على إعداد نصوص قانونية مواكبة لتطور الجريمة وملاءمتها للاتفاقيات الدولية التي صادق المغرب عليها خاصة المستجدات التي طالت مشروع قانون المسطرة.

وكشف التشخيص الذي أعدته اللجنة الوطنية عن العديد من الإشكاليات التي تعترض التنزيل السليم للقانون وفقا لغاية المشرع المغربي إضافة إلى الصعوبات على مستوى التطبيق. وقد خلص التشخيص إلى مجموعة من التوصيات التي تم اقتراحها من طرف الممارسين في الميدان.

ويعكس هذا التقرير حصيلة سنتين من عمل اللجنة بعد تنصيب أعضائها في يونيو 2019، والجهود المبذولة من طرف كافة المتدخلين في التصدي للظاهرة مع الوقوف على بعض المداخل التي مازالت تحتاج إلى بذل جهود إضافية لمحو مكامن قصورها من خلال اقتراحات بناءة تسعى اللجنة إلى تنزيلها.

المصدر (آش24):
اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق