احتفل أفراد الجالية المغربية بإيطاليا، مساء أول أمس السبت بمدينة ميلانو، بالذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء المظفرة، خلال أمسية احتفالية بهيجة سادتها أجواء الفخر والحماس الوطني.
وبهذه المناسبة، التي نُظمت بشراكة بين شبكة جمعيات الجالية المغربية بإيطاليا والفضاء المغربي-الإيطالي للتضامن، توافد عدد كبير من أفراد الجالية المغربية القادمين من مختلف مناطق إيطاليا لتقاسم أجواء الاحتفال بهذا الحدث الوطني الغالي، وذلك بحضور القنصل العام للمغرب بميلانو، محمد الأخضر، إلى جانب عدد من الشخصيات المغربية والإيطالية والأجنبية.
وفي كلمة بالمناسبة، أبرز الأخضر الحمولة التاريخية للمسيرة الخضراء، التي تتزامن هذه السنة مع الذكرى السبعين لعيد الاستقلال، والتي تكتسي أهمية خاصة في ظل المكاسب الدبلوماسية التي أحرزها المغرب في قضية الصحراء المغربية، بفضل الدبلوماسية الحكيمة والفاعلة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.
كما نوه، في السياق ذاته، بالتعبئة الدائمة لأفراد الجالية المغربية المقيمين بإيطاليا في الدفاع عن القضايا المقدسة للمملكة، وتشبثهم الراسخ بالعرش العلوي المجيد.
من جانبه، أشاد البرلماني بمجلس النواب الإيطالي، رايموندو كارمين فابيو عن حزب “إخوة إيطاليا” (أغلبية حكومية)، في كلمة له، بالاندماج الناجح للجالية المغربية التي تعد من أكبر الجاليات حضورا في إيطاليا، وبانخراطها ومساهمتها في تنمية بلد الاستقبال، “بما يعود بالنفع على الجميع، في احترام للقوانين والهوية والتقاليد”.
وأشار إلى أن المغرب يعد من البلدان الأكثر تقدما في مجالات النقل والاتصالات والانتقال البيئي، مبرزا أن الشركات الإيطالية والمغربية مدعوة إلى اللقاء وتبادل الخبرات واستكشاف فرص تعاون أوسع في إطار خطة ماتيي، بما يساهم في نمو اقتصادي البلدين.
أما رئيس الفيدرالية الإيطالية لحقوق الإنسان، أنطونيو ستانغو، فسلط، بدوره، الضوء على الطفرة التنموية التي تشهدها الأقاليم الجنوبية للمملكة، والتي عاينها عن كثب خلال زياراته الأخيرة لمدينتي العيون والداخلة.
وأكد أن لقاءاته مع السكان والسلطات المحلية مكنته من التأكد من أن مخطط الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية هو الحل الأمثل لهذه الأقاليم، مرحبا باعتماد مجلس الأمن للقرار 2797 الذي وصفه بأنه “نجاح دبلوماسي كبير”.
من جهته، نوه عمدة بلدية ميليانيانو، فيتو بيلومّو، باعتماد هذا القرار الأممي الداعم للموقف المغربي، معربا عن إعجابه بالمقاربة السلمية لملحمة المسيرة الخضراء، التي ينبغي أن تعتمد كنموذج لتسوية النزاعات والخلافات على الصعيد الدولي.
من جانبهما، عبر رئيسا شبكة جمعيات الجالية المغربية بإيطاليا وفضاء التضامن المغربي–الإيطالي، ياسين بلقاسم ويحيى المطواط، عن فرحتهما العارمة بالاحتفاء بالذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء و200 سنة من الصداقة بين المغرب وإيطاليا، وهما “بلدان تجمعهما قيم مشتركة تقوم على السلام والوحدة والتعاون”.
وحرص المتحدثان على التأكيد على أن الجالية المغربية المقيمة بإيطاليا تشكل اليوم مكونا أساسيا وحيويا في النسيج الاقتصادي والاجتماعي للبلاد، بفضل مساهمتها الفاعلة في التنمية وتعزيز روابط الصداقة بين الشعبين المغربي والإيطالي.
وبهذه المناسبة، جرى تدشين نصب تذكاري يخلد الذكرى الـ50 للمسيرة الخضراء و200 سنة من العلاقات المغربية–الإيطالية، وذلك في قلب ميليانيانو، إحدى بلديات مدينة ميلانو الكبرى، شمال إيطاليا.
كما تخللت الاحتفالات أنشطة ثقافية وفنية واقتصادية متنوعة، إضافة إلى لقاءات ونقاشات بحضور رجال أعمال مغاربة وإيطاليين.
وشهد الحفل كذلك تقديم عروض فنية ومعارض، بالإضافة إلى تذوق أطباق مغربية أصيلة، احتفالا بهذه المناسبة، التي جذبت أنظار الضيوف من العديد من الدول العربية والإفريقية والأوروبية.
