وحذر جلالة الملك من الإخفاق في هذا المجال، الذي من شأنه أن يكون “وبالا على قارتنا وعلى مناطق أخرى أيضا”.وسجل جلالة الملك أن “متوسط العمر في إفريقيا الآن، لا يتجاوز التاسعة عشرة. وهذا الجيل من الشباب، هو الذي سيبني إفريقيا الغد، وهو الذي سيساهم في توطيد السلم والاستقرار، وفي تحقيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية للقارة”، مشيرا جلالته إلى أن “هجرة بعض شبابنا نحو آفاق أخرى، في ظروف محفوفة بالمخاطر، بحثا عن غد أفضل، لا ينبغي أن تصبح قدرا محتوما، ولا عنوانا لإفريقيا فاشلة”.
ودعا جلالة الملك، في هذا الإطار، إلى العمل على تنزيل حلول وجيهة ومناسبة، حتى يرى الشباب مستقبله في إفريقيا، ومن أجل إفريقيا، مبرزا جلالته أن تسارع وتيرة التحول الديمغرافي، ينبغي أن يكون مصاحبا ب”إطلاق مشاريع تنموية كبرى، كفيلة بتغيير واقع القـارة، سواء في ميادين التعليم والصحة، والفلاحة والبنية التحتية، أو في مجال محاربة الفقر”.
وأشار جلالة الملك إلى أن المغرب يسعى إلى العمل، مع أشقائه الأفارقة، ومع أصدقائهم وشركائهـم، من أجل جعل إفريقيا قارة المستقبل، موضحا جلالته أن هذا هو التصور الذي يؤطر عمل المملكة، لاسيما بعد عودة المغرب إلى حضن أسرته المؤسساتية الإفريقية.وأكد جلالة الملك، الذي ما فتئ يدعو إلى تضامن فعال وأخوي، ومفيد بشكل متبادل، أن “التزام المغرب من أجل إفريقيا، ومن أجل تعاون جنوب-جنوب مثمر، ليس نتاج ظرفية معينة، ولا مصالح ضيقة”.
وأبرز جلالة الملك “إننا نعتبر قارتنا الإفريقية واجب نا ومسؤوليت نا، وفرصت نا، مذكرا جلالته بقرار إلغاء مجموع الديون، منذ سنة 2000 ، التي قدمها المغرب للبلدان الأقل تقدما في القارة، واعتماد تسهيلات لفائدة صادرات هذه البلدان إلى المغرب”.وقال جلالة الملك إن المغرب الذي أبى من خلال هذا الإجراء، إلا أن يجسد على أرض الواقع، التزامه بمسؤوليته وواجبه، المتمثلين في انتهاج سياسة تعاون تعود بالنفع على جميع الأطراف، اختار نهج الانفتاح والتضامن، واليد الممدودة إلى كافة نظرائه الأفارقة”، مضيفا جلالته “إننا على يقين بأن هذه الشروط ضرورية لإعداد وإنجاح سياسات اقتصادية واجتماعية، تضمن عيشا كريما، وحياة أفضل لساكنة إفريقيا”.
ولم يفت صاحب الجلالة التأكيد، بهذه المناسبة، على المكانة المتميزة التي أضحى يحتلها منتدى كرانس مونتانا بالداخلة، والذي “أصبح منذ خمس سنوات، موعدا هاما لإعمال التفكير، وللبحث عن حلول ملموسة ومبتكرة، كفيلة بتحقيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية المستدامة.” وتحول المنتدى، حسب جلالة الملك، إلى “مركز يستقطب مشاركين من شتى المشارب، ومن مختلف بقاع المعمور. كما يستقبل شخصيات مرموقة، لتدارس قضايا تهم بالضرورة القارة الإفريقية، لكن صداها يمتد إلى القارات الأخرى، بفعل ما تتمخض عنه هذه اللقاءات من أفكار جديدة، وما تتيحه من فرص للتآزر والتعاون”.