سلسلة إنتاج الزيتون بإقليم سطات.. رافعة فلاحية واعدة لتعزيز التنمية المحلية

5 ديسمبر 2025آخر تحديث :
سلسلة إنتاج الزيتون بإقليم سطات.. رافعة فلاحية واعدة لتعزيز التنمية المحلية
(آش 24)///

يشكل قطاع الزيتون بإقليم سطات أحد أهم السلاسل الفلاحية الواعدة، نظرا لدوره البارز في دعم الدينامية التنموية بالإقليم، عبر تحريك عجلة الاقتصاد المحلي وخلق فرص شغل مباشرة وغير مباشرة لفائدة الساكنة.

ويستفيد القطاع، وفق معطيات المديرية الإقليمية للفلاحة بسطات، من عوامل طبيعية ومناخية محفزة، في مقدمتها جودة التربة وملاءمة المناخ لغرس الزيتون، ما يساهم في تعزيز الإنتاج وتحسين المردودية بشكل مطرد.

وانطلق موسم جني الزيتون بالإقليم، كباقي المناطق المغربية، خلال شهر نونبر الماضي، على أن يتواصل إلى غاية متم دجنبر، وسط تفاؤل كبير لدى الفلاحين بتحقيق حصيلة إنتاج مهمة خلال الموسم الحالي.

وفي هذا الصدد، قال المدير الإقليمي للفلاحة بسطات، يونس أعتاني، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن سلسلة الزيتون تعد من أبرز السلاسل الفلاحية بالإقليم، موضحا أن المساحة المزروعة ارتفعت إلى 5800 هكتار حاليا، بعدما لم تكن تتجاوز 400 هكتار قبل عشر سنوات، وكانت تعتمد في حينه على الأمطار فقط.

وعزا أعتاني هذا التطور إلى الدعم المقدم في إطار صندوق التنمية الفلاحية، والذي مكن الفلاحين من اقتناء الشتائل وتجهيز الضيعات بتقنيات السقي الموضعي (التنقيط)، مما ساهم في توسيع المساحات المزروعة وتحسين الإنتاج.

وأشار المسؤول إلى أن الظروف المناخية التي ميزت سنة 2025 كانت ملائمة لإنتاج الزيتون، حيث من المتوقع بلوغ 20 ألف طن هذا الموسم، مقابل 5 آلاف طن فقط خلال الموسم الفارط.

وبخصوص توزيع الإنتاج، أبرز أعتاني أن 90 بالمائة من الكميات تتوجه إلى معاصر الزيت لإنتاج زيت الزيتون، بينما تخصص 5 بالمائة لمحطات تعليب الزيتون، و5 بالمائة للاستهلاك الفردي.

ومن جهة أخرى، يعزي الفلاحون هذا التوسع في غرس شجر الزيتون بالإقليم إلى عوامل متعددة، أبرزها جودة المنتوج التي أثارت اهتمام وحدات صناعية وطنية، والتي تربط تفوق الزيت بالحرارة المرتفعة التي تشهدها المنطقة صيفا، وبالتربة الفوسفاطية الطبيعية التي تمنح الزيت جودة عالية دون الحاجة إلى كميات كبيرة من الأسمدة العضوية.

ومن بين النماذج الناجحة بالإقليم، يبرز مشروع العربي الشريعي بجماعة أولاد فارس الحلة، الذي أطلق مشروعه بعد عودته من ديار المهجر، كما أوضح في تصريح مماثل، بدعم من وزارة الفلاحة في إطار مخطط المغرب الأخضر، حيث تعتبر ضيعته أول مشروع فلاحي نموذجي بدائرة البروج.

وتمتد الضيعة على مساحة 50 هكتارا التي كانت في البداية مزروعة بأصناف مختلفة من الزيتون، قبل أن يستقر الاختيار على صنف “الأربيكوينا” لما أثبته من مردودية عالية وملاءمته لخصوصيات التربة الفوسفاطية بالمنطقة، إلى جانب الحرارة المرتفعة التي تضفي على المنتوج جودة متميزة.

وأكد الشريعي أن الموسم الفلاحي الحالي يشهد إنتاجا جيدا في سنة الغرس السابعة أو الثامنة، بفضل مواكبة مصالح وزارة الفلاحة وتشجيعها المتواصل، مبرزا توجهه نحو تثمين المنتوج بإحداث وحدة صناعية لتحويل الزيتون إلى زيت الزيتون ورفع القيمة المضافة للقطاع، مع الحرص على اعتماد الطاقة الشمسية وتقنيات السقي الاقتصادي دعما لمبادئ الاستدامة وتدبير الموارد المائية.

وعلى المستوى الاجتماعي، أبرز أن المشروع يوفر خلال فترة الجني فرص شغل لقرابة 200 شخص يوميا لمدة ثلاثة أشهر، إلى جانب تشغيل عمال قارين طيلة السنة.

وحسب الشريعي، فإن هذه التجربة النموذجية حفزت مقاولين شباب على إطلاق مشاريع فلاحية مجاورة، وهو ما ساهم في خلق دينامية اقتصادية محلية، وجعل المنطقة في حاجة إلى استقدام يد عاملة من خارج الإقليم نتيجة توسع المشاريع الفلاحية.

وأمام هذا التوسع في غرس أشجار الزيتون، أبدى مستثمرون بالمنطقة اهتماما بإحداث معاصر بمختلف نقاط الإنتاج، غير أن عددها لا يساير الوتيرة التصاعدية التي يعرفها القطاع بالإقليم.

وفي هذا الإطار، شدد أعتاني على أن التوسع في المساحة المزروعة بشجر الزيتون يستدعي مواكبته بإحداث وتجهيز وحدات عصرية لعصر الزيتون، مبرزا أن الإقليم يتوفر حاليا على حوالي 70 معصرة تقليدية فقط، وهو ما يستلزم تعزيز البنيات التحويلية لاستيعاب حجم الإنتاج.

كما أوضح أن صندوق التنمية الفلاحية يواكب الاستثمار الخاص في هذا المجال، عبر تقديم دعم تتراوح نسبته بين 10 و30 بالمائة من مبلغ الاستثمار، بهدف تشجيع إنشاء المعاصر الحديثة وتأهيل القطاع على مستوى الإقليم.

ويواصل قطاع الزيتون بإقليم سطات ترسيخ مكانته كرافعة فلاحية واقتصادية واعدة، بفضل دينامية الاستثمار والتحويل، وآفاق التطوير المرتبطة بتثمين المنتوج والرفع من تنافسيته على المستويين الوطني والدولي.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق