اتصالات.. المغرب يدخل عصر سرعة الجيل الخامس (5G)

8 نوفمبر 2025آخر تحديث :
اتصالات.. المغرب يدخل عصر سرعة الجيل الخامس (5G)
(آش 24)///

مع إطلاق شبكة الجيل الخامس (5G) بشكل متزامن من قبل شركات الاتصالات الوطنية الثلاث، يكون المغرب قد دخل عهدا رقميا جديدا. فقد خطت المملكة خطوة تكنولوجية حاسمة، لتصبح من بين الدول الرائدة في إفريقيا والعالم العربي على مستوى شبكات الاتصال فائقة السرعة.

ولا تعتبر هذه الخطوة إنجازا تقنيا فحسب، بل تمثل تحولا تاريخيا في إطار استراتيجية “المغرب الرقمي 2030″، باعتبارها مشروعا مجتمعيا ورهانا على الابتكار والتنافسية والسيادة الرقمية.

وبإطلاقها المتزامن لشبكاتها من الجيل الخامس، تجسد شركات “اتصالات المغرب” و”إنوي” و”أورونج المغرب” نضج قطاع الاتصالات الذي أصبح أحد ركائز النمو الاقتصادي الوطني، وكذا التوافق الذي يشهده على مستوى الرؤى والأهداف.

وهكذا، أطلقت “اتصالات المغرب”، الفاعل التكنولوجي المرجعي، خدمة الجيل الخامس بعروض ابتداء من 119 درهما، مع جهاز “El Manzil 5G” الذي ينقل قوة شبكة الجيل الخامس إلى داخل البيوت. كما يضمن اتصال ويفي (Wi-Fi) قارا وسريعا وذا سعة عالية، حيث سيمكن جميع أفراد الأسرة من التصفح والمشاهدة في وقت واحد دون أي انقطاع.

وبفضل استثمارات ضخمة في تحديث البنية التحتية للاتصالات ومراكز البيانات، تعزز المجموعة مكانتها كقاطرة للتطور التكنولوجي في المملكة.

أما “أورونج المغرب”، فبفضل 25 سنة من الابتكار والخبرة، اختارت إطلاق هذه الشبكة على نطاق واسع يغطي أكثر من مائة مدينة مغربية، مع مواصلة التوسع التدريجي لتغطية كافة أنحاء البلاد.

وحسب المدير العام للشركة، هندريك كاستيل، فإنه “مع تكنولوجيا الجيل الخامس، تكون أورونج المغرب قد اجتازت مرحلة جديدة من مهمتها الرامية إلى تقريب المغاربة من الأهم لديهم. فهذه التكولوجيا لا تقتصر على كونها مجرد تطور تقني فحسب، بل هي رافعة لتحقيق مبدأ الشمول والإدماج، والابتكار والتنافسية في خدمة المغرب”.

وتعتمد شبكتها على أزيد من 12 ألف كيلومتر من الألياف البصرية وعلى خبرة عالمية في أكثر من 13 دولة، مما يعزز موقع المغرب كمركز رقمي إقليمي.

ومن جهتها، تواصل “إنوي” نهجها الشامل والعملي، حيث أطلقت شبكتها للجيل الخامس في المدن الكبرى، مما يسمح لـ18 مليون مستخدم بالانتقال تلقائيا إلى الجيل الجديد والاستفادة من تجربة اتصال سلسة وفورية.

كما تقدم الشركة جهاز “5G i-Box” الذي يتيح الاتصال بالإنترنت فائق السرعة بالمنازل، مع ضمان اتصال آمن ومستقر يلبي احتياجات العمل عن بعد، والبث المباشر، والاستخدامات اليومية التي تتطلب الربط بالانترنت.

وللقطاع المهني، توفر حزمة “5G Business Connect” حلولا مرنة ومتكاملة لربط الموظفين والزوار والمعدات، بما يعزز الإنتاجية ويواكب التحول الرقمي للأعمال.

 

شبكة الجيل الخامس.. محفز للفعالية والتنافسية بامتياز

 

تبرز من خلال هذه النقلة التكنولوجية، دينامية اقتصادية جديدة، مدفوعة بالرغبة في وضع الربط بالانترنت في صميم نموذج النمو الوطني. فبالإضافة إلى مكاسبها التقنية، تشكل خدمة الجيل الخامس رافعة للفعالية والتنافسية وخلق القيمة في مختلف القطاعات الإنتاجية بالمملكة.

ووفقا لتقرير حديث صادر عن “بي إم سي إي كابيتال غلوبال ريسيرش” (BKGR)، يمثل هذا التطور التكنولوجي بداية عهد جديد للبنية التحتية الرقمية في المغرب.

ومن المتوقع أن تشكل شبكة الجيل الخامس محركا استراتيجيا وتدر فرصا اقتصادية تتراوح ما بين 4 و6 مليارات دولار أمريكي بحلول سنة 2030، أي ما يعادل 1.5 في المائة إلى 2 في المائة من الناتج الداخلي الإجمالي المتوقع، نتيجة للعوائد المباشرة (خدمات الاتصالات) وغير المباشرة (تطوير الخدمات الرقمية، إنترنت الأشياء، الحوسبة السحابية) والمترتبة (زيادة الإنتاجية).

وتتوقع المؤسسة أن تكون هذه الدينامية مدفوعة بالاستخدامات المهنية (الصناعة 4.0، الصحة الذكية، المدن الذكية…) وبزيادة استهلاك البيانات من قبل الأفراد، مع استثمارات إضافية تقدر بنحو 40 مليار درهم مرتقبة في البنية التحتية والخدمات المتصلة.

ويفتح هذا المسار آفاقا واعدة أمام المقاولات الصغرى والمتوسطة، والشركات الناشئة التكنولوجية، وقطاعات الهندسة المدنية، والصناعة، واللوجستيك، والفلاحة، والصحة، والتعليم.

وعلى المستوى العملي، يتعلق الأمر بمنظومة فعلية تحقق ترابطا أوثق بين الاتصالات وجميع القطاعات الأخرى، بهدف إعادة تعريف مختلف جوانب الحياة اليومية، ومن بينها العمل والتنقل وكيفية تفاعل المؤسسات العمومية مع المواطنين.

أما بالنسبة للشركات، فستتيح هذه النقلة إمكانيات وأشكالا جديدة من الإنتاج مثل الصيانة والإشراف عن بعد والمركبات المتصلة، في حين يمكن للسلطات العمومية أن تستفيد منها لتحديث الإدارة، وتعزيز السيادة الرقمية، وتطوير بنية تحتية رقمية قوية وآمنة.

 

توقيت مثالي في مغرب يشهد حركية مستمرة

 

لم يأت إطلاق شبكة الجيل الخامس في المغرب صدفة، بل في توقيت دقيق يتزامن مع استعداد المملكة لاستضافة كأس إفريقيا للأمم 2025 وكأس العالم لكرة القدم 2030، وفي ظل سعيها لترسيخ مكانتها كقطب تكنولوجي ولوجستي إقليمي.

فعلى الصعيد العملي، ستتيح هذه التكنولوجيا تدبيرا أفضل لتدفقات البيانات، وتعزيز الأمان، وتغطية مباشرة للأحداث الرياضية والسياحية والاقتصادية.

وتتجسد هذه الرؤية من خلال الملاعب الذكية، وأنظمة التذاكر الرقمية، وأجهزة المراقبة المتصلة، والتجارب التفاعلية للمشجعين.

كما يتوقع أن تدعم تقنية الجيل الخامس على المدى الطويل تحول المدن المغربية إلى مدن ذكية، وتسرع رقمنة الخدمات العمومية، وتعزز إنتاجية الشركات عبر حلول مبتكرة.

وهكذا، تتجلى قوة الاستراتيجية الرقمية للمغرب في اختيار التوقيت المناسب لجعل شبكة الجيل الخامس رافعة لمشروع “المغرب الرقمي”، في خدمة رؤية واضحة تتجه بثقة نحو المستقبل.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق