أكد يوسف شهاب، الأستاذ بجامعة السوربون بباريس، أنه مع توقيع تبادل الرسائل المعدلة للاتفاق الفلاحي بين المغرب والاتحاد الأوروبي تؤكد أوروبا رغبتها في تعزيز علاقاتها الإستراتيجية متعددة القطاعات مع المملكة.
وأوضح شهاب، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذا الاتفاق، الذي يعكس الرؤية الاستراتيجية للمغرب التي يقودها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، يأتي تتويجا لعدة جولات من المفاوضات بين الطرفين، مشيرا إلى أن أوروبا تسعى إلى تعزيز علاقاتها مع المملكة قبل وصول مستثمرين كبار آخرين، خاصة الأمريكيين.
وقال هذا الخبير الجيوسياسي: “إن كل كيان جيوسياسي، وفي هذه الحالة الاتحاد الأوروبي، أدرك أن من مصلحته ترسيخ علاقاته مع المغرب قبل وصول مستثمرين كبار آخرين، ولاسيما الأمريكيين”.
كما أشاد الأكاديمي أيضا بكون المنتوجات الفلاحية القادمة من الأقاليم الجنوبية ستحمل من الآن ملصقات تشير إلى”العيون-الساقية الحمراء” و”الداخلة-وادي الذهب”، مبرزا أن هذا التطور يشكل اعترافا واضحا بمصدرها ويساهم في تثمينها داخل السوق الأوروبية.
وخلص إلى القول إن هذا الاتفاق ينهي بشكل نهائي النزاع الذي كان قائما بين المغرب والاتحاد الأوروبي بشأن الاتفاق الفلاحي والصيد البحري.
ووقعت المملكة المغربية والاتحاد الأوروبي اليوم الجمعة بمقر المفوضية الأوروبية ببروكسيل على تبادل الرسائل المعدلة للاتفاق الفلاحي الذي يربط بين الطرفين ، والذي يؤكد متانة شراكتهما القائمة على تعاون موسع ومتعدد الأبعاد.
وسيدخل حيز التنفيذ بشكل فوري ، مؤقتا ، في انتظار استكمال الطرفين للمساطر الداخلية.
وبموجب هذا الاتفاق، والذي تم التفاوض بشأن مصطلحاته في إطار روح من الشراكة والتوافق، ستستفيد المنتوجات الفلاحية القادمة من الأقاليم الجنوبية من نفس شروط الولوج التفضيلي للسوق الاوروبية التي تتمتع بها المنتوجات القادمة من باقي مناطق المملكة، طبقا لاتفاق الشراكة المغرب-الاتحاد الاوروبي.