في خضم التحولات الكبرى التي يشهدها المغرب على صعيد الحكامة الترابية وتدبير الشأن المحلي، بدأت وزارة الداخلية تكشف عن وجه جديد لنخبها عبر الدفع بكفاءات شابة قادرة على إعادة تشكيل الإدارة الترابية، بمنهجية حديثة وأسلوب عمل يرتكز على النتائج لا على التسيير البيروقراطي التقليدي.
جيل جديد من الولاة والعمال ليس فقط أقل عمرا، بل يتمتع برؤية متجددة، تكوين إداري وتقني متين، وفعالية في اتخاذ القرار، تجعله شريكا أساسيا في مواكبة رهان النموذج التنموي الجديد، الذي يضع الحكامة المحلية والتنمية المجالية في قلب أولوياته، بالإضافة إلى الاستعداد الجدي لاستضافة فعاليات دولية كبرى مثل مونديال 2030.
في قلب هذه التحولات، يبرز نموذج رشيد بنشيخي كرمز حي للجيل الجديد من الكفاءات التي تعتمد عليها وزارة الداخلية. فهو ليس مجرد مسؤول شاب تم تعيينه، بل هو نموذج يبرهن يوميا على قدرة هذا الجيل على تجاوز المناهج التقليدية في الإدارة والتركيز على النتائج الفعلية. بجرأة وحنكة، يقود بنشيخي أوراش مراكش الكبرى، مجسدا بذلك الثقة التي وضعتها الوزارة في طاقات شابة قادرة على إحداث تغيير ملموس وفعلي على الأرض.
وهذا النموذج لهذا الجيل الواعد يظهر بوضوح أن الوزارة تمتلك مخزونا بشريا غنيا من الكفاءات الواعدة، التي يمكن الاعتماد عليها ليس فقط في تدبير الملفات اليومية، بل في مواكبة الرهانات الكبرى التي يطرحها النموذج التنموي الجديد، وتنفيذ برامج استراتيجية ترتقي بالمدن والجهات إلى مصاف متقدمة.
ففي فترة وجيزة، أثبت قدرة عالية على تحريك أوراش كبرى وإعطاء دينامية جديدة للاستعدادات الجارية، إلى جانب إدارة ملفات استراتيجية تتطلب سرعة الحسم وحنكة إدارية.
فمنذ الأيام الأولى لتوليه المنصب، حرص الوالي بنشيخي على إحداث تغيير ملموس عبر تعليمات صارمة لإزالة مخلفات البناء وأعمال التهيئة التي شوهت جمالية مراكش، مشددا على التنسيق الميداني بين الفاعلين، والمتابعة اليومية الدقيقة لتفادي أي تراخي أو تسويف.
غير مقتصر على إصدار التعليمات من مكتبه، تبنى بنشيخي أسلوبا ميدانيا متقدما، تجسد في زيارات تفقدية منتظمة لأوراش كبرى، حيث تفقد، مؤخرا، مشاريع تأهيل ساحة جامع الفنا، وتهيئة شارع جليز، وبناء مرأب تحت أرضي بساحة الحارثي. خلال هذه الزيارات، أكد على احترام الآجال وجودة التنفيذ، مع مراعاة استمرارية النشاط الاقتصادي في ظل الإقبال السياحي المتزايد على المدينة.
التفاعل الشعبي لم يتأخر، فقد وجدت هذه الدينامية صدى واسعا في الشارع المراكشي ومنصات التواصل الاجتماعي، حيث انتشرت تعليقات إيجابية تشيد بالحزم والجدية التي أظهرها الوالي، مما أكسبه شرعية شعبية مبكرة، في مشهد نادر الحدوث في السياق الإداري المغربي.
يبقى الأهم في هذا المشهد أن تجربة مراكش تعكس قدرة وزارة الداخلية على استثمار مخزونها من الكفاءات الشابة لتقود تحولات استراتيجية على المستوى الترابي، وتعيد رسم معالم التنمية المحلية بما يتماشى مع الطموحات الوطنية ورؤية المغرب الدولي.
ففي وقت تعيد فيه المملكة ترتيب أولوياتها التنموية، يصبح الاعتماد على هذا الجيل الجديد من المسؤولين الترابيين ضرورة ملحة، خاصة في الجهات التي تستضيف مشاريع ضخمة ذات تأثير وطني ودولي. ويبدو أن نجاح مراكش هو نموذج لما يمكن تحقيقه عندما تمنح الثقة والكفاءة فرصة فعلية.
ويؤكد هذا الرهان على الشباب والجدية أن التغيير الإداري ليس مجرد تبديل في المناصب، بل هو خطة استراتيجية بعيدة المدى تهدف إلى استعادة الثقة في الإدارة الترابية وإحداث نقلة نوعية في تدبير الشأن المحلي بالمغرب.
وقد توفقت الداخلية في اختيار بروفايل كرشيد بنشيخي.. لأن نجاحه يبقى مثالا حيا يؤكد أن الكفاءات الشابة قادرة على إحداث تحول نوعي في الإدارة الترابية، إذا ما منحت الثقة والفرصة الحقيقية.
فالرهان على هذه الأجيال الجديدة ليس ترفا، بل ضرورة ملحة لتجاوز النمطيات التقليدية وإعادة إحياء روح الالتزام والجدية في تدبير الشأن المحلي، بما ينسجم مع تطلعات المغرب المستقبلية. وهذا هو السبيل الوحيد لتحقيق تنمية مستدامة وشاملة تليق بطموحات مغرب الغد.