أعلن منير القادري بودشيش، عن تنازله عن مشيخة الطريقة القادرية البودشيشية لأخيه معاذ القادري بودشيش.
وكتب منير بودشيش، في بيان وجهه مساء أمس الثلاثاء، إلى مريدي الزاوية، “المشيخةَ عندَنا تكليفٌ لا تشريف، وميزانُها الإخلاصُ والعبءُ فيها ثقيل، وما كان لله دام واتّصل، وما كان لغيرِ الله انقطعَ وانفصل. وقد رأيتُ – بعد توكّلي على الله وإستخارته ومناجاته – أنّ حفظَ وحدةِ الأسرةِ والطريقةِ أوجبُ عندي من كلِّ اعتبارٍ آخر لذلك أعلنُ لكم – محبّةً واحتسابًا – أنّي قد عزمتُ عزْمًا قاطعًا على التخلّي عن المشيخة، وأن أضعَ يدي في يدِ أخي معاذ القادري بودشيش ، مُفَوِّضًا إليه أمرَ القيادةِ الظاهرة، راجيًا منكم أن تلتفّوا حوله التفافَ المحبّين الصادقين، وأن تُظهِروا من الأدبِ وحسنِ الظنّ عند اجتماعِكم على من حُمِّل الأمانة”.
وتابع بودشيش “أضعُ اليومَ أمانتي بين يدَي أخي معاذ، وأضعُ نفسي بين يدَي الله خادمًا لهذا السرِّ، مُعاونًا على ما يُقيمُ أمرَ الطريق، مُقِلًّا من القولِ مُكثِرًا من الدعاءِ والعمل، مُوقنًا أنّ الفضلَ لله يؤتيه من يشاء، وأنّ من تخلّى عن حظِّ نفسِه زادَه الله تمكينًا في قلوبِ عبادِه. أسألُ الله أن يُوَفِّقَ أخي لما يُحِبُّ ويرضى، وأن يجعلَنا جميعًا مفاتيحَ خيرٍ مغاليقَ شرّ، وأن يحفظَ هذه الدارَ وأهلَها ومريديها، وأن يديمَ على بلدِنا نعمةَ الأمنِ والإيمان، وأن يُسدِّدَ خُطى أميرِ المؤمنين جلالةِ الملكِ محمدٍ السادس نصره الله وأيّده”.
وشدد منير بودشيش، في بيانه، على أن “الَعهد الراسخ في هذه الدار باقٍ بإذنِ الله، لا يَضيعُ ولا يَغيب، لأنّه وُدِع في القلوبِ التي عرَفتِ الصحبةَ والذكرَ والصدقَ، ولأنّه وُصِل بسندٍ من النور لا تنقطعُ حلقاتُه. وإنّي لأُشهِدُ الله أنّ هذا القرارَ ما هو إلا سترٌ للبيت، وجمعٌ للشمل، وردٌّ للأمورِ إلى مقاصدِها الأولى: صفاءُ القصد، وصحّةُ التوجّه، وخدمةُ العبادِ والبلاد”.
وأوصى منير بودشيش مريدي الزاوية بأن “يكفّوا الألسنَ عن الجدال، وأن يغلِقوا أبوابَ التأويلاتِ والظنون، وألّا يدخِلوا إلى هذا البيتِ الطاهر حديثًا في الأشخاصِ ولا ذكرًا للعوائدِ والأهواءِ؛ فطريقُنا أدبٌ وسترٌ ووفاء، «واعتصِموا بحبلِ الله جميعًا ولا تفرّقوا”.
وأضاف بودشيش “ونحن – أهلَ هذا البيت – في خدمةِ العرشِ العلويِّ المجيد، نستنيرُ بنورِ إمارةِ المؤمنين، ونُجدّدُ العهدَ على أن تبقى الزاويةُ خادمةً للدينِ والإنسانِ والوطن، مُلتزمةً بثوابتِ المملكةِ الشريفة، حريصةً على وحدةِ الصفِّ وتماسكِ المجتمع، عاملةً على نشرِ مكارمِ الأخلاقِ والتزكيةِ والتعاونِ على البرِّ والتقوى. وإنّي لأرجو من الجميع أن يتلقّوا هذا القرارَ بقلوبٍ راضيةٍ محتسبةٍ، وأن يجعلوا همَّهم واحدًا: دوامُ السندِ الروحيِّ واستمرارُ العملِ النافع، “فـإنّ الله لا يضيعُ أجرَ المحسنين”.