في ثاني أمسيات مهرجان الراي للشرق، مساء أمس الجمعة، تواصلت فعاليات الدورة الجديدة المنظمة هذه السنة تحت شعار: “مهرجان الراي بين سحر الموسيقى ونبض الإيقاع”.
وقد شهدت ساحة الملعب الشرفي أجواء احتفالية متميزة طبعها تنظيم محكم من طرف السلطات المحلية والأمنية تحت إشراف ولاية جهة الشرق، وحضور جماهيري مكثف.
استهلت السهرة بعروض موسيقية من أداء منسقي الأغاني، أعقبتها فقرة فولكلورية أضفت لمسة تراثية أصيلة عكست عمق الهوية الثقافية للمنطقة الشرقية.
وكان أول الفنانين الذين اعتلوا المنصة هو رامي لاباش، الذي عبر في مستهل فقرته عن سعادته الكبيرة بالعودة إلى مدينة وجدة، مهد فن الراي، حيث قدّم مجموعة من أنجح أغانيه وسط تفاعل لافت من الحاضرين.
تلاه الفنان بدر سلطان، الذي قدم بدوره وصلة موسيقية راقية جمعت بين الأسلوب العصري والنغم الشرقي.
واستمرت السهرة مع الفنان القدير حميد بوشناق، الذي قدم مجموعة من أعماله الفنية المعروفة، وتفاعل معه الجمهور بشكل كبير، واختتمت الليلة مع الفنانة سعيدة شرف، التي أتحفت الجمهور بفقرة فنية جمعت بين أنماط موسيقية متعددة، أبرزها فن الراي والإيقاعات الصحراوية، مقدمة عرضا موسيقيا متنوعا يعكس غنى وتعدّد الألوان الغنائية المغربية.
دامت الأمسية الفنية أكثر من أربع ساعات من الفرجة المتواصلة، توزعت بين لحظات من الطرب والإيقاع، في مشهد موسيقي احتفائي عبّر فيه الجمهور عن تعطشه لهذا النوع من الفنون التي تشكل جزءا لا يتجزأ من الذاكرة الجماعية لجهة الشرق.
ويسدل الستار على هذه الدورة من مهرجان الراي، اليوم السبت، حيث سيكون الجمهور على موعد مع سهرة ختامية مميزة يحييها عدد من الأسماء اللامعة في سماء الراي والموسيقى المغربية، وهم: الدوزي، مختار البركاني، رشيد برياح، وآدم الجلولي. وهي ليلة تحتفي بفن الراي كأحد أبرز روافد التراث الموسيقي الوطني، وركيزة أساسية في تشكيل الوجدان الثقافي لمدينة وجدة وجهة الشرق عموما.