تحتضن مدينة وجدة يومي 24 و25 يونيو الجاري، فعاليات “بوتكامب الجيل الجديد”، المخصص لدعم ريادة الأعمال القروية، وذلك في إطار تنفيذ برنامج “إحياء” لإنعاش المجالات القروية من خلال التشغيل وريادة الأعمال في القطاعين الفلاحي وشبه الفلاحي.
وتشرف على هذا البرنامج، وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، بدعم من الوكالة الفرنسية للتنمية، والاتحاد الأوروبي.
وتندرج محطة وجدة “بوتكامب الجيل الجديد”، في إطار تنفيذ محور رئيسي لاستراتيجية الجيل الأخضر 2020-2030، المتمثل في بروز جيل جديد من المقاولين الشباب القادرين على الإسهام، من خلال الابتكار والتعبئة، في بناء اقتصاد قروي مرن وشامل وموجه نحو المستقبل.
ويشكل “بوتكامب الجيل الجديد”، الذي يجمع حوالي ثلاثين من حاملي المشاريع الشباب المنحدرين من المناطق التي جابتها القافلة الجهوية لريادة الأعمال القروية في جهة الشرق، منتدى للحوار حول الأولويات المجالية، وتطمح إلى تسليط الضوء على حلول ملموسة ومستدامة لجيل جديد من رواد الأعمال الفلاحين.
وتجسدت المشاريع المنتقاة لهذا “البوتكامب”، والتي تعبر عن ريادة أعمال خضراء، في تنوعها، في حلول ملموسة توظف الابتكار لخدمة التحول الفلاحي (منها أنظمة ذكية للري تمكن من تدبير مستدام للموارد المائية، ومنصات للرصد الزراعي عبر الطائرات المسيرة، ومبادرات تثمين الفائض من المنتجات الفلاحية، ومشاريع في الزراعة بدون تربة، وتربية النحل بتقنيات حديثة).
وحسب المنظمين، يعد هذا “البوتكامب”، ملتقى للفاعلين المعنيين المنخرطين في تنمية ريادة الأعمال القروية (مؤسسات عمومية، وهيئات دعم ريادة الأعمال، ومصالح وزارية ترابية، ومؤسسات تكوين، وشركاء ماليين)، بشكل يجسد إرادة جماعية لوضع الريادة القروية في صلب السياسات العمومية الترابية.
ويأتي تنظيم هذا “البوتكامب”، تزامنا مع اختتام عملية انتقاء الجمعيات والمنظمات الوطنية والدولية، في إطار إبداء الاهتمام الذي أ طلق على هامش الدورة الأخيرة للمعرض الدولي للفلاحة بالمغرب.
وستمكن هذه المبادرة، التي خصص لها غلاف مالي قدره 6 ملايين يورو، من تعميم مواكبة مقاولاتية للشباب في الجهات المستهدفة من البرنامج.
وفي كلمة بمناسبة افتتاح “البوتكامب”، اليوم الثلاثاء بوجدة، أكد المدير الجهوي للفلاحة بجهة الشرق، محمد اليعقوبي، أن “بوتكامب الجيل الجديد”، يشكل تجسيدا عمليا لتنزيل استراتيجية الجيل الأخضر على أرض الواقع.
وأضاف أن ذلك يتم من خلال خلق فضاءات مؤهلة، وتحفيز ديناميات محلية قادرة على تمكين الشباب من التموقع كفاعلين حقيقيين في التحول الفلاحي.
ومن جهتها، أشارت المنسقة الوطنية لبرنامج “إحياء”، فاطمة الزهراء الميري، إلى أن قافلة “الجيل الجديد”، التي تهدف إلى تعزيز ريادة الأعمال في الخدمات الفلاحية وشبه الفلاحية لدى الشباب القروي في جهة الشرق، قد انطلقت في مارس 2025، مشيرة إلى أن هذه القافلة تغطي 10 محطات وتمكن من تحسيس حوالي 200 من حاملي المشاريع الشباب، تم انتقاء حوالي ثلاثين منهم للمشاركة في هذا “البوتكامب”.
من جانبها، أكدت مديرة مكتب الوكالة الفرنسية للتنمية في الرباط، كيتيري بونسون، أن الوكالة، من خلال دعمها لبرنامج “إحياء”، تواكب بناء مسارات ريادة الأعمال القروية القائمة على القرب والاستدامة والإندماج.
وأشارت بونسون، في بلاغ صحفي، صادر عن المنظمين، إلى أن “البوتكامب الجيل الجديد”، يشكل لحظة محورية في انتقال الأفكار إلى مبادرات ذات وقع ملموس.
وفي السياق ذاته، قال رئيس قسم التعاون بالاتحاد الأوروبي، جان كريستوف فلوري، إن دعم الاتحاد الأوروبي لبرنامج “إحياء”، يجسد رؤيته للتنمية القروية القائمة على تعبئة المواهب، والانغراس الترابي، وبناء حلول مستدامة من ق بل الشباب ولأجلهم.
وسيتم بعد هذه المحطة الأولى، تنظيم “بوتكامبات” مماثلة في كل من جهتي فاس- مكناس، وسوس- ماسة، تكريسا لنهج الجهوية، وتوسيعا لقاعدة الاستفادة، وترسيخا لمبدأ التنمية من داخل المجالات، وبأيدي قاطنيها.