وقع أشبال الأطلس على مسار رائع في كأس أمم إفريقيا لكرة القدم لأقل من 17 سنة (كان-2025) توج بالظفر بلقب هذه المسابقة القارية لأول مرة في تاريخ كرة القدم الوطنية، وذلك على حساب مالي.
وأبان لاعبو المنتخب الوطني، الذين حظوا بدعم جماهيري كبير، عن قدرة كبيرة على الصمود والإصرار لضمان فوز مستحق بعد مباراة نهائية لم تحسم نتيجتها إلا بركلات الترجيح التي ابتسمت لعناصر الإطار الوطني نبيل باها.
وبذلك، حقق أشبال الأطلس، الذين كانوا احتلوا وصافة النسخة السابقة من المسابقة ذاتها، إنجازا غير مسبوق بفوزهم بلقب جديد يثري خزانة كرة القدم الوطنية.
وبفضل نجومه اليافعين، الذين سرقوا الأضواء منذ بداية البطولة التي احتضنتها أربعة ملاعب موزعة بين الجديدة والدار الييضاء وبرشيد والمحمدية، من قبيل إلياس بلمختار، وعبد الله وزان، وزياد باها، ومنصف زكري، وحارس المرمى شعيب بلعروش الذي قدم أداء بطوليا مرة أخرى في المباراة النهائية بتصديات حاسمة عديدة في المقابلة وخلال ركلات الترجيح، أذهل المنتخب الوطني لأقل من 17 سنة الجمهور والمتابعين، مكرسا من جديد إشعاع كرة القدم الوطنية.
وينضاف الظفر باللقب الإفريقي إلى العديد من الإنجازات التي حققتها كرة القدم الوطنية على كافة المستويات وفي مختلف الفئات العمرية، مما يعكس التطور الملحوظ لكرة القدم الوطنية التي ما فتئت تتألق على المستويين القاري والعالمي.
ومنذ ملحمة أسود الأطلس في نهائيات كأس العالم 2022 بقطر، والتي دشنت صفحة جديدة في تاريخ كرة القدم المغربية، توالت المسابقات وتشابهت بالنسبة للمنتخب الوطني لكرة القدم الذي يتألق فيها بعروض تثير الإعجاب.
وقبل فوز المغرب بلقب كأس أمم إفريقيا 2025 لأقل من 17 سنة اليوم السبت بالمحمدية، تزين سجل لكرة القدم الوطنية بلقب آخر متمثل في نيل كأس الأمم الإفريقية لأقل من 23 سنة في عام 2023 خلال النهايات التي احتضنتها المملكة.
وقد دخل هذا المنتخب لأقل من 23 سنة التاريخ من أوسع أبوابه في دورة الألعاب الأولمبية 2024 في باريس، بفوزه بالميدالية البرونزية، الأولى من نوعها لكرة القدم الوطنية.
ولا يمكن، في هذا الصدد، إغفال كرة القدم النسوية التي حققت في السنوات الأخيرة إنجازات غير مسبوقة، إذ بصمت لبؤات الأطلس، وصيفات بطل إفريقيا، على حضور لافت في كأس العالم الأخيرة التي أقيمت في أستراليا ونيوزيلندا، بوصولهن إلى الدور ثمن النهائي في أول مشاركة لهن في النهائيات.
وفي الفئات السنية الأخرى، تسير المنتخبات الوطنية للإناث على الدينامية نفسها وتواصل التطور بقوة.
وتعد هذه القفزة التي تشهدها كرة القدم الوطنية تتويجا للجهود المتواصلة والاستثمار الجاري في البنيات التحتية الرياضية، والتأطير التقني والتكوين، لا سيما من خلال أكاديمية محمد السادس لكرة القدم، التي منحت لاعبين شباب ضمن المنتخب الوطني لأقل من 17 سنة، ضمنهم الحارس شعيب بلعروش الذي توج في (كان 2025) بجائزة أفضل حارس مرمى، مما يجعل هذه الأكاديمية نموذجا مرجعيا في مجال التكوين في كرة القدم على مستوى عال.
ويشكل هذا القطب الرياضي والتربوي، الذي أحدث بفضل الرؤية النيرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، الرامية إلى تطوير الرياضة عموما وكرة القدم بشكل خاص، مشتلا خصبا للمواهب التي تصبح، بفضل التكوين عالي الجودة الذي يتلقونه، مؤهلة لإيجاد مكان لها في مختلف الأندية المغربية والأجنبية، وكذلك في المنتخبات الوطنية.
وتجسد أكاديمية محمد السادس لكرة القدم الجهود الكبيرة التي يبذلها المغرب في مجال التكوين الكروي، والتي تتجلى أيضا في إستراتيجية تعتمد أساسا على التنقيب عن المواهب في مختلف جهات المملكة، واستكمال تكوينات الأطر التقنية الوطنية.
ويبشر فوز أشبال الأطلس بلقب كأس أمم إفريقيا لكرة القدم لأقل من 17 سنة بمستقبل مشرق لكرة القدم المغربية، مع جيل موهوب وطموح من اللاعبين الشباب الذين يحلمون بمستقبل واعد ويأملون في مواصلة رفع العلم الوطني عاليا.