في خطوة أثارت تساؤلات وانتقادات، ظهر رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيث، صباح اليوم الثلاثاء 24 ديسمبر 2024، في مؤتمر صحافي عبر تقنية الفيديو، مرفوقًا بوزيرة الدفاع ورئيس أركان الدفاع الإسبانيين، بالإضافة إلى الوحدات الإسبانية المعنية بالمهام الإنسانية ومهام السلام في الخارج.
لكن ما لفت الانتباه في هذا المؤتمر، الذي كان يُبث بشكل مباشر، هو خلفية الخريطة التي ظهرت وراء رئيس الحكومة الإسبانية، والتي حملت خريطة العالم وإسبانيا باللون الأحمر، وكذلك شمال إفريقيا. حيث تم ملاحظة وجود خط فاصل على الخريطة يفصل بين المملكة المغربية وأقاليمها الجنوبية (الصحراء)، وهو ما أثار جدلاً واسعًا، إذ بدا وكأن الخريطة المجزأة تمثل موقفًا غير متوافق مع الموقف الرسمي لحكومة مدريد.
ملاحظات عديدة أبدتها وسائل الإعلام والمراقبون حول الطريقة التي تم بها عرض الخريطة، حيث كان الخط الفاصل بين الصحراء وبقية المملكة المغربية واضحًا، إلى جانب وجود إناء موضوع على يمين رئيس الحكومة الإسبانية بشكل متعمد، يخفى المنطقة التي تضم الصحراء المغربية. هذه التفاصيل أثارت تساؤلات حول موقف الحكومة الإسبانية في الوقت الذي تُظهر فيه العلاقات المغربية-الإسبانية مؤشرات إيجابية بعد التوصل إلى “خريطة طريق” جديدة بين الرباط ومدريد، والتي اعترفت فيها إسبانيا بشكل رسمي بسيادة المغرب على الصحراء.
ويعتبر هذا الحادث تذكيرًا بالخطوات الحساسة التي تمر بها العلاقات بين البلدين، وسط سياق دبلوماسي معقد ومتنوع، حيث يواصل الطرفان تعزيز التعاون في مجالات عدة مثل الأمن والهجرة، بينما تبقى قضية الصحراء موضوعًا محوريًا في العلاقات الثنائية.
وكانت حكومة إسبانيا قد أكدت في وقت سابق دعمها لمبادئ الوحدة الترابية للمملكة المغربية، بما يتماشى مع الخطوط العريضة التي تم الاتفاق عليها في إطار خارطة الطريق الجديدة. ومع ذلك، فقد أثار هذا الموقف غير المألوف من رئيس الحكومة الإسبانية العديد من التساؤلات حول دقة التزام مدريد بموقفها الداعم لمغربية الصحراء.