عائلة الهبيل.. دروس في الوفاء والإخلاص تمتد إلى الوالي الخطيب الطامح لمستقبل واعد للجهة الشرقية

24 نوفمبر 2024آخر تحديث :
عائلة الهبيل.. دروس في الوفاء والإخلاص تمتد إلى الوالي الخطيب الطامح لمستقبل واعد للجهة الشرقية
(آش24)//
(آش24)//

يوم بكى المغفور له الحسن الثاني.. كانت لحظة تخفي ورائها قصة تتضمن الكثير من العبر عن واحدة من أبرز الخصال النبيلة وهي الإخلاص والوفاء، من خلال أحداث تقدم دروسا قيمة وملهمة في الحياة ما زالت مستمرة إلى اليوم عبر أجيال.

وتفاصيل هذه القصة رواها الصحافي الراحل مصطفی العلوي في إصداره “مذكرات صحافي وثلاثة ملوك”.

وتعلقت بأول رئیس حكومة مغربية، ذو الأصل البركاني، امبارك البكاي لهبيل، الذي مثل نموذجا فريدا لشخصية ارتبطت بالسلطة والأسرة العلوية.

ويروى عن هذا الرجل القوي، كما نعته الراحل مصطفى العلوي والذي أكد أنه عبد له الطريق ليكون صحافيا متميزا عندما وضعه على رأس جريدة “الفجر” التابعة الوزارة الداخلية آنذاك، أنه توجه عام 1939، تلبية لنداء السلطان، إلى فرنسا للمشاركة في الحرب العالمية الثانية، وقد أصيب حينها في ساقه وتعرض للأسر ونقل على إثرها إلى ألمانيا، ونتيجة إصابته البالغة في ساقه فقد تم بترها.

ليجري بعد ذلك ترحيله إلى المغرب في إطار تبادل الأسرى، وحينها عين قائدا على قبيلة “بني أدرار” وبعدها باشا على صفرو.

علم البكاي بالخطة التي كانت تعدها سلطات الحماية وبعزمها تنحية السلطان محمد بن يوسف، أخبر السلطان، وبعدها توجه إلى فرنسا للعمل على عرقلة تلك المساعي، غير أنه وبينما كان هناك تم نفي السلطان في غشت من عام 1953، وحين وصله الخبر قدم استقالته من منصبه في الباشوية.

موقف البكاي هذا، حظي بتنويه السلطان الذي بعث برسالة من منفاه مما جاء فيها “لا شيء يمكن أن يواسينا في منفانا أكثر من شعورنا بإخلاص رجل، المغرب فخور به كواحد من أبنائه، ولن تتأخر الأجيال القادمة عن تكريم جنابنا الشريف بالتنويه بذكركم وسيظل اسم البكاي مقترنا بإسم جلالتنا”.

تشبث البكاي بمحمد بن يوسف سلطانا شرعيا للبلاد، ساند الحركة الوطنية وقاد عدة مساعي من أجل نيل الاستقلال.

عاد الملك محمد الخامس من المنفى في نوفمبر من عام 1955. وبعد ذلك في بداية عام 1956 تم تشكيل الحكومة التي عين البكاي رئيسا لها.

في مارس من عام 1956 وقع البكاي عقد الاستقلال. بعد ذلك بنحو سنتين ونتيجة مشاكل داخل الحكومة قدم البكاي استقالته، ليتم بعدها تشكيل حكومة أحمد بلافريج.

وفي عام 1960 عندما شكل الملك محمد الخامس حكومة ترأسها وكان ولي عهده نائبا له فيها، تم تعيين البكاي وزيرا للداخلية.

وفي الـ26 من شهر فبراير عام 1961 توفي الملك محمد الخامس، وفي الـ12 من شهر أبريل من السنة نفسها توفي امبارك البكاي، أي أنه فارق الحياة شهرا ونصف فقط بعد وفاة الملك محمد الخامس.

وعن هذه اللحظة كتب الراحل مصطفى العلوي بأنه وجد الملك الراحل الحسن الثاني، وهو يبكي امبارك البكاي بحرقة واضعا وجهه بين كتفيه.

وأضاف أن الحسن الثاني أمر بإقامة جنازة البكاي بمدينة بركان، حيث وجد الموكب الجنائزي فرق تحية من القوات الاحتياطية لتوديعه بكل مدينة.

والتذكير بهذه القصة اليوم له أسبابه. والجواب على من يتبادر إلى ذهنه هذا السؤال، هو أن هذه الصفات استمر العيش عليها كتقليد في الأجيال المتعاقبة بعائلة البكاي. فحفيد العائلة الخطيب حاليا امتدادا لهذه الصورة، ويتجسد ذلك في إخلاصه وتفانيه ونكرانه للذات في أداءه للمهام التي أوكلت له كرجل دولة. وهي مهام تدحرج من خلالها عبر عدة مناصب، ليطلق اليوم من مسقط رأسه بالشرق، كوال للجهة، ورش التنمية والتحديث الضخم، الذي يعد بتفتح آفاق غنية بالمنطقة عبر تنزيل إصلاحات كبرى تهدف لتحسين مستوى عيش السكان.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق