ساحة باب سيدي عبد الوهاب، الموجودة بقلب مدينة وجدة، من المواقع التاريخية البارزة بحاضرة الشرق.. فهي تجسد ذاكرة جماعية متجددة. غير أن هذه المعلمة عانت الكثير، في الفترة الأخيرة، بسبب حالة الفوضى الكبيرة التي غرقت فيها، بعدما اجتاحها الباعة المتجولين والفراشة.
لكن، اليوم، استعادت هذه الساحة وظيفتها كفضاء ينضح بالموروث التاريخي والثقافي والتراثي للمنطقة، بعد تحريرها من الباعة المتجولين والفراشة.
وشنت السلطات المحلية حملة واسعة امتدت لفترة، أثمرت القطع النهائي مع هاد المرحلة، التي كانت مشاهدها تحز في نفس ساكنة المدينة، على إثر تسبب تنامي الباعة المتجولين في التأثير على جمالية الفضاء.
ومع تجدد هذه الحملات، التي التي كثفت أخيرا بتوجيهات من والي الجهة الخطيب الهبيل، انتعش أكثر الإرث الترفيهي الذي كان يميز هذا الفضاء، والذي عرف باستقطاب صناع “الفرجة” أو ما تعرف بـ”الحلقة”، على غرار ساحة “جامع الفنا” بمراكش، وساحة “الهديم” بمكناس.
وحاليا، ساحة باب سيدي عبد الوهاب قبلة لساكنة مدينة الألفية وزوارها الذين يقصدونها بأعداد غفيرة للترويح عن النفس من خلال مشاهدة استعراضات فنية، وألعاب الفرجة، و”حلقات” الحكي والفكاهة، وضروب الإيقاعات الموسيقية المتجذرة في التاريخ، خاصة تلك المرتبطة بالشرق، وأبرزها موسيقى أو فولكلور “الركادة” أو “العلاوي”.
ويطلع السكان إلى أن تستمر في احتضان فقط الفعاليات الثقافية والعروض الفنية التي تؤرخ لذاكرة هذا الفضاء، وعلى رأسها “الحلقة التي لها روادها من الشيوخ الذين يعول عليهم لتحويل هذا المكان إلى ملتقى للفرجة والمتعة والتواصل، وجعله مركز جذب سياحي مهم.