أعلن الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، اليوم الأربعاء، عن عودته إلى البيت الأبيض رسميًا بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024، متفوقًا على مرشحة الحزب الديمقراطي، كامالا هاريس، بحصوله على 315 صوتًا من المجمع الانتخابي.
ويعد فوز ترامب بولاية رئاسية ثانية تحوّلاً كبيرًا في السياسة الأمريكية والعالمية، خاصة في ظل الأوضاع الدولية المعقدة التي تشهدها العديد من الدول. وأشار مراقبون إلى أن فوزه سيعيد تشكيل السياسة الخارجية الأمريكية، لا سيما فيما يتعلق بالملف الصحراوي والتوازنات الإقليمية في شمال إفريقيا.
وتعكس عودة ترامب إلى سدة الحكم استمرارًا للسياسات التي تبناها خلال فترته الرئاسية الأولى، خاصة في ما يتعلق بدعم المواقف الداعمة للمغرب في نزاعه حول الصحراء. وكان فوز ترامب في الانتخابات السابقة قد تزامن مع توقيع الولايات المتحدة على قرار تاريخي في 10 دجنبر 2020، يعترف بسيادة المغرب على صحرائه ، وهو القرار الذي استكمل لاحقًا بالإعلان الرسمي الذي وقع في 22 دجنبر 2020 في العاصمة الرباط.
وفي سياق متصل، يعتبر فوز ترامب بمثابة ضربة موجعة لأعداء الوحدة الترابية للمغرب، وتحديدًا للجزائر وجبهة البوليساريو، اللتين كانتا قد سعتا جاهدة لإقناع الولايات المتحدة بإعادة النظر في هذا الاعتراف. ويبدو أن الموقف الأمريكي قد تجسد بشكل أقوى في عهد الرئيس ترامب، حيث سبق له أن أكد في بيانه التاريخي أن “الولايات المتحدة تعترف بأن كامل أراضي الصحراء هي جزء من المملكة المغربية”، مشيرًا إلى أن هذا القرار يشكل موقفًا ثابتًا لا رجعة فيه.
ومع عودة ترامب إلى البيت الأبيض، يتوقع العديد من المتابعين أن يستكمل الرئيس الجمهوري مسار الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء من خلال سلسلة من القرارات الإضافية، ومنها فتح قنصلية أمريكية في مدينة الداخلة . وتعتبر هذه الخطوة، في حال تنفيذها، آخر مسمار يدق في نعش أطروحات الجزائر وجبهة البوليساريو التي تسعى إلى توسيع اعترافات دولية بموقفها المعارض لسيادة المغرب على الصحراء.
وفي هذا السياق، تظل السياسة الأمريكية بشأن قضية الصحراء الغربية أحد أبرز القضايا التي ستظل تترقبها الأنظار خلال ولاية ترامب الثانية، حيث يتوقع أن تستمر الولايات المتحدة في تأكيد دعمها لمبادرة الحكم الذاتي التي طرحها المغرب كحل سياسي وحيد للنزاع.