نجح محمد سمير الخمليشي، عامل الجديدة، أخيرا، في جلب مزيد من الاستثمارات إلى الإقليم، وذلك في توجه من المسؤول الترابي يعكس، من جهة، مدى المجهود الذي يبذله، بشكل شخصي، لإحداث نقلة كبيرة في مستوى عيش الساكنة، ومن جهة أخرى، هذه الطينة من رجال الدولة الكبار، التي تشتغل بأجندة “لا مصالح ضيقة فيها تعلو فوق مصلحة الوطن”.
وأحدث “بصمات” سمير الخمليشي في هذه الساحة، التي كان بالأحرى على السياسيين أن يكونوا المبادرين إلى إبراز أثرهم فيها، ما تقبل عليه جماعة “الغدير”، حيث تسير نحو أن تشهد إحداث منطقة صناعية، بغلاف مالي قدره 600 مليون درهم.
وعبأت جهة البيضاء – سطات هذا المبلغ لتنزيل المخطط، وذلك ضمن برنامج التنمية الجهوي 2022- 2027، بشراكة مع وزارتي الصناعة والتجارة، والاقتصاد والمالية، وولاية الجهة.
ولم يأت اختيار المنطقة الصناعية “الغدير” كي تكون بداية تنزيل الشق الصناعي لبرنامج التنمية الجهوي للبيضاء – سطات، إلا لظهور إشارات تبين توفر الأرضية لإقامة مثل هكذا مشروع بالرقعة الجغرافية المذكورة. وأهمها قدمها عامل الإقليم، الذي لا يذخر جهدا في خلق دينامية تنموية كبيرة في المنطقة، والذي بفضل بحنكته في ابتكار الحلول الذكية، فتحت الأبواب أمام إقليم الجديدة ليناط به جهويا أن يكون القاطرة الصناعية الجهوية.
وهذه الإشارات كانت سندا قويا لعوامل نجاح أخرى تقنية تزخر بها المنطقة. فـ “الغدير” تتوفر على الوعاء العقاري الشاسع واللازم لإحداث المنطقة الصناعية، وذلك فضلا عن موقعها الاستراتيجي القريب من القطب المالي للبيضاء. كما أنها قطعت شوطا، في عهد سمير الخمليشي، في التهيئة الطوبوغرافية، وهو ما من شأنه أن يعجل بالدراسات المعمارية اللازمة، كي ترى هذه المنطقة النور في أقرب الأوقات.
إنه إذن خليط من عوامل نجاح متكاملة، الرقم الصعب والأهم فيه مسؤول ترابي، المتميز فيه أنه أخذ على عاتقه، منذ تقليده عاملا على الجديدة، دراسة ومعرفة كل القضايا العالقة بالإقليم ذات أهمية اقتصادية واجتماعية وثقافية ورياضية من أجل حلحلتها، مع العمل على ترجمة تصوره التنموي للمنطقة بعقد سلسلة لقاءات مكثفة مع الفاعلين الاقتصاديين والسياسيين ورؤوس الأموال وأرباب الشركات الكبرى، من أجل تشجيعهم وحثهم على مضاعفة المجهودات وتحريك الآليات المادية والمعنوية لرفع الدينامية الاقتصادية سعيا إلى خلق استثمارات المحدثة لمناصب الشغل.
وهي مسؤوليات وواجبات قام بها سمير الخمليشي دون كلل وبنكران للذات، ليصل المطاف بالإقليم اليوم إلى أن يعيش على وقع تحقق مجموعة من المنجزات، والتي لم تكن لترى النور لولا حنكة رجل دولة بهذا نوعية يجر وراءه رصيد كفاءة وتجربة كبيرين.