أكدت متحدثة باسم المفوضية الأوروبية أن التعاون القائم بين المغرب والاتحاد الأوروبي في مجال البحث والابتكار “قوي وذو أهمية استراتيجية”.
وأوضحت المتحدثة في حوار خصت به وكالة المغرب العربي للأنباء، أن “تعاون الاتحاد الأوروبي في مجال البحث والابتكار مع المغرب يكتسي أهمية استراتيجية بالنسبة لكلا الجانبين، اللذين وقعا اتفاقية قبل أزيد من 20 عاما، وهو قوي، كما يتضح من خلال مشاركة المغرب المهمة في طلبات المقترحات المتعلقة بـ”هورايزن يوروب” (البرنامج الأوروبي للبحث والابتكار)، الذي يمثل واحدا من بين أعلى معدلات المشاركة بين البلدان الأجنبية بحوض البحر الأبيض المتوسط”.
وشكل مستقبل هذه الشراكة محور المناقشات، التي جرت مؤخرا في بروكسيل، بين المفوضة الأوروبية للابتكار والبحث والثقافة والتعليم والشباب، إليانا إيفانوفا، ووزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، عبد اللطيف ميراوي.
وبحسب المفوضية الأوروبية، فقد ركزت المناقشات خصوصا على المفاوضات الجارية بهدف التوصل إلى اتفاق دولي بين الاتحاد الأوروبي والمغرب، والرامي إلى تعديل واستكمال الاتفاق القائم بين الرباط وبروكسيل، من أجل السماح بمواصلة مشاركته في “بريما” PRIMA (الشراكة من أجل البحث والابتكار في البحر الأبيض المتوسط) للفترة 2025-2027.
ووفقا للمتحدثة باسم الجهاز التنفيذي الأوروبي، فإن المغرب يستفيد حاليا من “إجراء انتقالي”، يتيح اعتبار الهيئات المغربية مؤهلة للمشاركة والتمويل في إطار جميع أنشطة “هورايزن يوروب”، شريطة إبرام اتفاقية شراكة أثناء التوقيع على المنح.
وأكدت أن “هذا الإجراء المميز، الذي قرره الاتحاد الأوروبي بشكل مؤقت قصد الأخذ بعين الاعتبار وضعية البلدان في طور إبرام الشراكة، أعطى زخما لأداء المغرب في +هورايزن يوروب+”، مضيفة أن المغرب يظل في إطار برنامج “إيراسموس”، “تنافسيا من حيث استيعاب الميزانية” المرصودة من قبل الاتحاد الأوروبي للبعد الدولي لهذا البرنامج.
وتابعت بالقول: “فيما يتعلق بالحركية، ومنذ بداية البرنامج، تواجد 1793 طالبا ومدرسا بالبلدان المرتبطة ببرنامج +إيراسموس+، فيما قدم 668 طالبا ومدرسا من هذه البلدان إلى المغرب. وبين عامي 2021 و2023، استفاد 64 طالبا مغربيا من منح “إيراسموس موندوس” للولوج إلى شهادة من درجة الماجستير في أوروبا”.
وأضافت أن المغرب شارك بين سنتي 2022 و2023 في مشاريع لتعزيز القدرات في التعليم العالي (36 مشروعا)، وفي التعليم والتكوين المهني (11)، وفي 27 مشروعا لتعزيز قدرات الشباب بين 2021-2023، وفي 4 مشاريع “جان موني” في 2023.
وبحسب المتحدثة الرسمية، فإن “هذه النتائج تظهر معدلا مرتفعا نسبيا لحركية الخارجين والوافدين”، معتبرة أن “المغرب بوسعه أن يكون أكثر نشاطا في المشاريع الدولية لبناء القدرات، لاسيما في مجال التعليم العالي”.
وأكدت أن “المفوضية مستعدة لدعم المغرب بجميع الوسائل الممكنة”.
وبالنسبة لـ “بريما”، أشارت المتحدثة إلى أنه تم تمويل 207 من المستفيدين المغاربة بقيمة 22,5 مليون يورو منذ انطلاق هذه الشراكة للبحث والابتكار في البحر الأبيض المتوسط سنة 2018، لافتة إلى أن “هذه النتائج المبهرة تشير بوضوح إلى أن استمرار مشاركة المغرب في “بريما” تكتسي أهمية استراتيجية بالنسبة للتعاون بين الاتحاد الأوروبي والمغرب في مجال البحث والابتكار”.
وأشارت المتحدثة، في هذا الصدد، إلى أنه بالنسبة للفترة 2025-2027، ينبغي تعديل وتتميم الاتفاقية الدولية القائمة بين الاتحاد الأوروبي والمغرب، الموقعة في 2018، وذلك من خلال تبادل للرسائل قصد مراعاة تمديد “بريما” فيما يتعلق بـ”هواريزن يوروب”.
واعتبرت أن “هدفنا المشترك هو ضمان قدرة الباحثين المغاربة على مواصلة الاستجابة لطلبات تقديم المقترحات التي سيتم إطلاقها اعتبارا من العام 2025. وتحقيقا لهذه الغاية، ينبغي أن يكون تمديد الاتفاقية المبرمة بين الاتحاد الأوروبي والمغرب بشأن “بريما” قابلا للتطبيق قبل نهاية العام 2024″.
وذكرت، من جهة أخرى، بشراكات المواهب “تالنت بارتنيرشيبس”، التي تم إطلاقها في يونيو 2021، والمرصودة خصيصا للشركاء الأوروبيين والدوليين، وتزاوج بين الدعم المباشر لبرامج الحركية، وتعزيز القدرات في مجالات من قبيل سوق الشغل أو ذكاء الكفاءات، والاستثمار في رأس المال البشري.
وأضافت أن “المفوضية تشرف حاليا على تطوير الشراكات من أجل المواهب مع خمس دول شريكة، من بينها المغرب، والتي تتقدم نحو مرحلة التنفيذ من خلال تحديد برامج وخرائط طريق ملموسة”.