أكد وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، محمد صديقي، اليوم الجمعة بطنجة، أن استراتيجية “هاليوتيس” تضع تطوير تربية الاحياء المائية في صلب الأولويات.
وقال صديقي، في كلمة خلال افتتاح النسخة الثالثة لمنتدى تربية الأحياء المائية البحرية، إن “استراتيجية هاليوتيس تضع تربية الاحياء المائية في قلب اولوياتها، تنزيلا للتوجيهات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، لتشغيل الرافعات الأساسية لتطوير هذا القطاع بتناغم مع القطاعات الأخرى المعتمدة على الموارد الساحلية”.
واعتبر الوزير أن “هدفنا هو تمكين تربية الأحياء المائية البحرية الوطنية من أداء دورها بشكل كامل كرافعة لتطوير اقتصاد أزرق شامل والمساهمة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة (ODD)، خاصة في مجال الأمن الغذائي، ودعم تعزيز فرص الشغل اللائقة وتحسين قدرات الصمود وحماية المحيطات والموارد البحرية”.
وتابع بأننا “نسعى الى رفع تربية الأحياء المائية البحرية الوطنية الى أفضل المستويات على الساحة الدولية”، مسجلا أن “رؤيتنا تنبني على التعاون والشراكة المبتكرة والانفتاح على تجارب وخبرات الدول الأخرى وتبادل الممارسات الجيدة”.
في هذا السياق، شدد الصديقي على أن “المملكة المغربية تحرص دائما على الحفاظ على شراكات متميزة لتطوير نظام اقتصادي ازرق مستدام، يستند إلى حكامة ناجعة والبحث والابتكار والتدريب وتعزيز القدرات”، مشيرا في هذا الصدد إلى مشروع دعم تطوير تربية الأحياء المائية الذي تم إطلاقه بسيدي إفني في إطار التعاون بين الوزارة ومنظمة الأغذية والزراعة (فاو)، بتمويل من النرويج وهولندا بقيمة 2.5 مليون دولار.
واعتبر الوزير أن القطاع ذا مؤهلات نمو كبيرة، ويشكل جاذبية كبيرة للمستثمرين، كما يشهد تحولا ملحوظا بفضل المشاريع المختلفة التي أطلقتها الوكالة الوطنية لتربية الأحياء المائية البحرية لخلق مناخ مواتي للاستثمار.
وأكد الوزير أنه فيما يتعلق بتربية الأحياء المائية البحرية، تحتوي السواحل الوطنية على مؤهلات تزيد عن 24 ألف هكتار مخصصة لممارسة هذا النشاط في مختلف مجالاته مع توزيع جغرافي يمتد على طول السواحل البحرية الوطنية.
وبعد أن ذكر بأن قطاع تربية الأحياء المائية البحرية يتسع لفرص نمو كبيرة، أوضح السيد صديقي بأن الهدف من تنظيم هذا المنتدى يتمثل في “استثمار الفرص المتاحة لاستكشاف واستغلال إمكانيات التعاون والشراكة في هذا المجال، وكذا الاستفادة من التكاملات القائمة، وفرص عمل استثنائية في هذا القطاع”، منوها بأن المغرب “يمتلك جزءا كبيرا من الرافعات الضرورية لمواجهة التحديات الكبيرة التي سترسم مسار القطاع، في وقت تمتلك الجهات الخاصة الابتكار والتكنولوجيا والخبرة لتقديم حلول مبتكرة لتحفيز نمو القطاع”.
وذكر صديقي بان المملكة المغربية، التي تتمتع بواجهتين بحريتين تمتدان على مسافة 3500 كلم، تزخر بإمكانيات ومؤهلات صيد هائلة، مبرزا أنه بفضل استراتيجية “هاليوتيس”، سجل نشاط الصيد البحري أداء جيدا في السنوات الأخيرة من حيث الإنتاج، حيث بلغ 1,55 مليون طن، بقيمة 13,6 مليار درهم.
يذكر أن افتتاح النسخة الثالثة من منتدى تربية الأحياء المائية البحرية، المنظم تحت شعار “شراكة قوية من أجل تنمية مستدامة لقطاع تربية الأحياء المائية البحرية”، جرى بحضور ممثلي هيئات دبلوماسية ومنتخبة ومهنية وخبراء في مجال الصيد البحري.