أضحى اختزال الرياضة في الجانب المتعلق بالنشاط البدني، وملاءمتها مع مقولة “العقل السليم في الجسم السليم”، أمر غير ممكن، حيث أصبحت اليوم تفرض نفسها كرافعة أساسية للتقدم والإدماج الاجتماعي، وقطاعا واعدا بالفرص والأمل للأجيال الصاعدة، خاصة أنها أتاحت للعديد من الشباب إبراز قدراتهم والنجاح على الصعيدين المهني والشخصي.
فعلى المستوى الوطني والدولي، هناك العديد من النماذج التي تظهر نجاح الشباب الموهوبين والمتفوقين في أحد التخصصات الرياضية سواء الفردية أو الجماعية من قبيل، كرة القدم، وكرة السلة، وألعاب القوى، والملاكمة، وكرة المضرب وغيرها، وهو ما مكن هذا القطاع من جذب المزيد من الشباب الباحثين عن النجاح وفرض ذواتهم.
وانطلاقا من قناعة قوية لاعتماد الرياضة كوسيلة للإدماج الاجتماعي، ظهرت العديد من المبادرات الخاصة لتضع حلولا اجتماعية ومبتكرة، وإعطاء فرصة ثانية للشباب الذين يعانون من التفكك الاجتماعي، وتسهيل تمكين النساء. وفي هذا الصدد، تجدر الإشارة إلى أن “تيبو إفريقيا”، وهي منظمة مغربية غير حكومية تستخدم قوة الرياضة لتصميم حلول اجتماعية ومبتكرة في مجال التعليم، والتمكين والإدماج الاجتماعي والاقتصادي للشباب والنساء من خلال الرياضة في المغرب وإفريقيا.
وترى “تيبو إفريقيا”، التي تأسست سنة 2011، أن قوة الرياضة توفر استدامة تحويلية للممارسين والأطفال والشباب والنساء والأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، وتسعى إلى أن تكفل لهم صحة أفضل، و مجتمعات متماسكة، وإنجازات رياضية أكبر، وهوية أقوى.
وأطلقت هذه المنظمة بشراكة مع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية وشركاء وطنيين ودوليين آخرين، عدة مدارس للإدماج السوسيو – اقتصادي للشباب من خلال الرياضة.
وترتكز تيبو في عملها على محورين رئيسيين، هما تعزيز الرأسمال البشري من خلال الرياضة والإدماج السوسيو- اقتصادي للشباب من خلال الرياضة.
ويروم المحور الأول تطوير المهارات الحركية والمعرفية والاجتماعية والعاطفية للأطفال والشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 4 و18 سنة من خلال برامج وهياكل التربية والتمكين من خلال الرياضة.
أما المحور الثاني، فيهدف إلى مواكبة الشباب الذين تتراوح أعمارهم ما بين 18 و35 عاما وإعدادهم للإندماج المهني الحقيقي في الصناعات الرياضية بفضل التدريب الذي يلبي الاحتياجات الحقيقية لسوق الشغل ، فضلا عن دعم ومواكبة حاملي أفكار المشاريع في المجال الرياضي من خلال حاضنتها التي تركز على الرياضة و الخدمات الاجتماعية.
وفي هذا الصدد، أكد الرئيس المؤسس لتيبو إفريقيا، محمد أمين زرياط، أن مساره تميز بممارسة كرة السلة وهو في سن 13 عاما، إلى حين انضمامه لصفوف المنتخب الوطني سنة 2008، مشيرا إلى أنه كان لديه الاختيار بين كرة السلة والدراسة، ومن هنا جاء اختياره للدراسة مع حفاظه على حلمه المتمثل في تنظيم بطولة دولية لكرة السلة الجامعية (TIBU).
وتابع أنه “قبل أيام قليلة من الحدث، لم يكن يملك التمويل اللازم لإطعام وإيواء الفرق الدولية، وكان علينا بالتالي الاختيار بين الإبقاء على تنظيم الحدث أو إلغائه، مشيرا إلى أن “الإلغاء بدا لنا مستحيلا، وكانت صورة المغرب على المحك. ثم حشدنا جميع الإمكانيات من أجل جمع التمويل لتنظيم الحدث الذي حقق نجاحا كبيرا “.
وقال زرياط ،في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، “من هنا قلنا، لماذا لم نقم بشيء يجمعنا على المدى الطويل؟ ثم أنشأنا سنة 2011 الجمعية غير الربحية تيبو المغرب “.
وبحسب زرياط، فإن الهدف هو استخدام كرة السلة كوسيلة فعلية للتعليم والادماج الاجتماعي والتنمية البشرية، مشيرا إلى أنها أصبحت اليوم منظمة تيبو غير الحكومية التي تستخدم قوة الرياضة لتصميم حلول اجتماعية ومبتكرة ومستدامة في مجال التعليم والتمكين والإدماج السوسيو- اقتصادي للشباب والنساء من خلال الرياضة في المغرب وإفريقيا.
وأوضح أن تيبو باعتبارها منظمة رائدة في تعليم وإدماج الشباب من خلال الرياضة، لديها صيت وانتشار واسع في المغرب وإفريقيا من خلال تواجدها في أكثر من 40 مدينة ب 12 جهة بالمملكة و 5 عواصم إفريقية.
وأبرز أن المنظمة تسعى تماشيا مع طموحها في أن تصبح قاطرة الرياضة من أجل التنمية في إفريقيا بحلول عام 2030، من خلال التزامها في المساهمة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة السبعة عشر، مشيرا إلى أن منظمته غير الحكومية تعتبر أهداف التنمية المستدامة فرصة لجعل الرياضة أداة قوية لإيجاد حلول مبتكرة لمواجهة تحديات القرن الحادي والعشرين.