أكد وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، محمد صديقي، اليوم السبت ببرلين، أن النهوض بالإنتاج المستدام يوجد في قلب الاستراتيجيات القطاعية الفلاحية والبحرية المعتمدة خلال العقد الأخير، بفضل التوجيهات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.
وأشار صديقي، في معرض حديثه خلال مائدة مستديرة عقدت بمناسبة الدورة الـ 16 للمنتدى الدولي للتغذية والفلاحة، الذي ينظم خلال الفترة ما بين 17 و20 يناير تحت شعار “النظم الغذائية للغد.. العمل معا من أجل عالم خال من الجوع”، أن النهوض بالإنتاج المستدام يعزز طموح المغرب في مجال السيادة والأمن الغذائي ومن حيث مناعة قطاعي الفلاحة والصيد البحري.
وأوضح الوزير خلال هذا اللقاء الذي نظم حول موضوع “النهوض بالإنتاج المستدام”، أن المغرب تمكن من وضع مقاربة مندمجة يتمثل هدفها المركزي في ضمان الوفرة الغذائية وتحفيز التنمية المستدامة للفلاحة والصيد البحري، مع السهر على حماية الموارد الطبيعية من خلال استعمالها العقلاني.
وأكد المسؤول الحكومي أن النجاح في رهان النهوض بالإنتاج المستدام يقتضي ارتكاز هذه الاستراتيجيات بالخصوص على رافعتين، هما التمويل المستهدف والمستدام والدعم المكثف للبحث وتطوير المنظومة الإنتاجية.
وأضاف أن المملكة المغربية لم تذخر أي جهد في إطار العمل المناخي وتحويل النظم الغذائية على المستوى الدولي قصد بلوغ أهداف التنمية المستدامة حتى يتسنى القضاء على الفقر والجوع.
وأطلق الوزير، بهذه المناسبة، نداء بشأن الضرورة الملحة والحاجة إلى اتخاذ تدابير جماعية وملموسة وطموحة، لاسيما من خلال الاستثمارات الملائمة والموجهة والدعم التقني من أجل فلاحة قادرة على الصمود ومستدامة، من أجل المساهمة في تحويل النظم الغذائية وضمان الأمن الغذائي وتعزيز المناعة الاقتصادية للمزارعين.
ويعد هذا اللقاء أكبر مؤتمر عالمي لوزراء الفلاحة، والذي يشارك فيه نحو 70 وزير فلاحة وممثلا رفيع المستوى لأكثر من 10 منظمات دولية مثل منظمة الأغذية والزراعة، ومنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية، ومنظمة التجارة العالمية والبنك الدولي. ويتمثل هدفه في صياغة موقف سياسي مشترك بشأن القضايا المدرجة على جدول الأعمال وتحفيز النقاش الدولي حول السياسات الفلاحية والغذائية.
ويركز مؤتمر هذا العام على النظم الغذائية المستقبلية في سياق يتسم خصوصا بالأزمات المناخية والجيوسياسية، التي أدت إلى تفاقم انعدام الأمن الغذائي بشكل كبير وسلطت الضوء على الحاجة إلى مضاعفة الجهود من أجل الانتقال نحو نظم غذائية فلاحية فعالة، منيعة ومستدامة.