في إطار تخليد ذكرى تقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال، احتضن فضاء الدار المتوسطية للمحامي بتطوان، أمس الخميس، اشغال الندوة الوطنية حول “تاريخ تطوان من خلال أرشيف الذاكرة القضائية” التي نظمتها جماعة تطوان بشراكة مع هيئة المحامين بنفس المدينة.
وتميزت هذه الندوة بإلقاء مداخلتين الأولى للنقيب الحبيب الخراز حول “الذاكرة القضائية الشرعية بتطوان: القوانين العصرية الإسبانية على عهد الحماية ومقارنتها بالقضاء الشرعي المغربي”، والثانية لنائب رئيس جماعة تطوان الأستاذ أنس اليملاحي حول “الوثائق العدلية بتطوان في تدوين تاريخ شمال المغرب”.
وتوجت أشغال هذا الموعد بتوقيع اتفاقية شراكة بين جماعة تطوان، وهيأة المحامين وتكريم النقيب القيدوم أحمد الزموري.
. وعلى هامش الندوة، دشن رواق الذاكرة العدلية بتطوان كالتفاتة ضمن الإهتمام بجزء من الذاكرة التاريخية للمدينة بمختلف تجلياتها على مستوى الوثائق القضائية والعدلية التاريخية، وكذا تثمين هذا الموروث والحفاظ عليه، فضلا عن إبراز الرصيد القضائي والعدلي المحلي والوطني، حيث من المنتظر أن يمثل الرواق، إضافة نوعية للمدينة وفضاء مرجعيا للمؤرخين والباحثين في التاريخ القضائي والشرعي لمدينة تطوان والمنطقة.
وخلال كلمته الإفتتاحية لهذه الندوة، التي حضرها التي حضرها نخبة من رجال القانون والقضاء والثقافة وعدد من الفعاليات المدنية والسياسية والمنتخبين، اعتبر رئيس الجماعة، مصطفى البكوري، أن الندوة تندرج في سياق تخليد ذكرى غالية على قلوب المغاربة، والتي شكلت المرحلة الثالثة في مسار نضالات الحركة الوطنية بعد مرحلتي الكفاح المسلح والمطالبة بالإصلاحات.
وأضاف، في كلمته، أن “وثيقة 11 يناير 1944 كانت البوابة الرئيسية التي أفضت في نهاية المطاف إلى حصول المغرب على استقلاله، وأهم درس يمكن استخلاصه وتقديمه كدرس للأجيال، أن التحام قائد الأمة جلالة الملك محمد الخامس طيب الله ثراه مع قادة الحركة الوطنية الممثلة للشعب، توج باستقلال المغرب، ولذا فالالتحام بين العرش والشعب هو الركيزة الأساسية لتجاوز كل الصعاب وتحقيق كل الأماني”.
المسؤول الجماعي نفسه أكد أن الجماعة أولت، ضمن برنامج عملها للفترة الانتدابية 2021 – 2027، أهمية كبرى للمجال والعمل الثقافي، وجعلته ركيزة أساسية لتنمية المدينة، وكذا انفتاحها على كل الفاعلين المدنيين في هذا الشأن”، معتبرا أن الندوة أتت ضمن هذا التوجه، ومن المرتقب أن يفسح المجال لمبادرات أخرى ومماثلة بعد توقيع مذكرة تفاهم مع هيئة المحامين بالمدينة.
النقيب محمد بنحساين تحدث بدوره عن أهمية تنظيم هذه الندوة التي تتزامن مع تخليد الشعب المغربي لذكرى تقديم وثيقة المطالبة بالإستقلال، وهي مناسبة لاستحضار القيم الكبرى التي ضحت من أجلها الأجيال المتعاقبة منذ فرض الحماية إلى بناء الدولة العصرية.
واعتبر أن “هذا الحدث التاريخي جسد ملحة تاريخية بين العرش والشعب للنضال من أجل استقلال المغرب، ويعكس مسيرة وطنية مستمرة دشنها المغفور له محمد الخامس وأرسى دعائمها الحسن الثاني، طيب الله ثراه، واستكمل بنائها جلالة الملك محمد السادس، نصره الله”، كما أشاد بالشراكة التي جمعت هيأة المحامين بجماعة تطوان من أجل إحياء الذاكرة القضائية للمدينة، ومؤكدا على الفعل الثقافي ودوره الأساس في ترسيخ القيم المعرفية والفكرية.