تتجه أنظار عشاق كرة القدم الافريقية عموما والمغربية على وجه الخصوص، يوم غد الثلاثاء، إلى ملعب المركب الرياضي محمد الخامس في الدار البيضاء، الذي سيحتضن مباراة إياب الدور الحاسم المؤهل إلى نهائيات كأس العالم لكرة القدم (قطر 2022)، حيث تميل الكفة لأسود الأطلس بحكم انتزاعهم لتعادل ثمين في كينشاسا واستقبالهم لضيفهم في ميدانهم، إذ سيكونون مؤازرين بجماهيرهم الغفيرة التي ستدعمهم بكل قوة لتحقيق الحلم المونديالي.
ويبدو أن مباراة الإياب الفاصلة ستجرى بشبابيك مغلقة بعد نفاد التذاكر قبل يومين من موعد انطلاق اللقاء، حيث تشير التوقعات إلى أن المركب الرياضي محمد الخامس في الدار البيضاء سيستقبل أزيد من 50 ألف متفرج لا ينحدرون من البيضاء فقط، بل سيتقاطرون من مختلف ربوع المملكة وأرجاء العالم، وسيضفون بالتالي دفئا استثنائيا حيث ستتوحد الحناجر والأهازيج والشعارات، التي ستطبع بالألوان الوطنية الحمراء والخضراء.
والواقع، أن المؤازرة الجماهيرية غالبا ما صنعت الفارق ورجحت كفة أسود الأطلس في تحقيق الفوز خلال مباريات مصيرية، حيث يسجل تاريخ كرة القدم أن مركب محمد الخامس كان مسرحا للاحتفال بالتأهل في محطتين، الأولى في 10 أكتوبر 1993 عندما حجز المنتخب المغربي تذكرة العبور بالفوز على زامبيا بهدف عبد السلام الغريسي، والثانية في 7 يونيو 1997 أمام منتخب غانا العتيد بهدف خالد رغيب.
ويعي رفاق الكابيتانو غانم سايس أهمية الدعم والمساندة الجماهيرية في مثل هذه اللقاءات الحاسمة، سيما وأنهم على مرمى حجر من تحقيق التأهل ويرغبون في تتويج مسارهم الرائع في التصفيات (العلامة الكاملة) على أكمل صورة وتحقيق سادس حضور لكرة القدم في العرس الكروي العالمي، وتدوين أسمائهم بمداد من الفخر في السجل الذهبي لكرة القدم المغربية والاحتفال في عرينهم وبين محبيهم الذين افتقدوهم جراء جائحة كورونا.
وفي هذا السياق، قال غانم سايس في تصريحات صحفية بعد لقاء الذهاب “أنا متحمس للقاء الجماهير في الدار البيضاء (في مباراة الإياب يوم الثلاثاء)، أنتظر حضورا كبيرا وستكون الأجواء حماسية، وستساعدنا في تحقيق التأهل إلى المونديال”، مشيرا إلى أن أسود الأطلس انتزعوا تعادلا ثمينا في مباراة الذهاب التي لم تكن بالسهلة خاصة في ظل الأجواء المشحونة التي جرت فيها، وكذلك أرضية الملعب ذات العشب الاصطناعي.
بدوره، شدد النجم أشرف حكيمي على حاجة “أسود الأطلس” إلى دعم ومساندة الجماهير، في إياب الدور الفاصل المؤهل إلى كأس العالم قطر 2022 .ونشر تدوينة عبر حسابه الرسمي على منصة (أنستغرام) قال فيها “خطوة واحدة تفصلنا عن هدفنا (بلوغ كأس العالم)، نحتاج إليكم يوم الثلاثاء”.
من جانبه، أعرب ياسين بونو، حارس مرمى المنتخب الوطني المغربي، عن الرغبة التي تحذو رفاقه للعب أمام الجماهير المغربية في لقاء العودة من مواجهة الدور الفاصل المؤهل لمونديال “قطر 2022″، قائلا “ننتظر مساندة جماهيرنا، اللاعبون يترقبون موعد اللعب أمام الجماهير المغربية، لدينا رغبة في تقديم أداء في مستوى كبير يسمح لنا بالتأهل لكأس العالم”.
أما إلياس شاعر، متوسط ميدان المنتخب المغربي، فاعتبر أن نتيجة التعادل بهدف لمثله، أمام الكونغو الديمقراطية في ذهاب الدور الفاصل المؤهل لمونديال “قطر 2022” تبدو “إيجابية”، قبل حوار الإياب في الدار البيضاء، مضيفا “نحن متحمسون للعب مباراة الإياب، نعلم أن علينا ضغطا كبيرا، لكننا نترقب موعد المباراة للبحث عن التأهل صوب المونديال”.
بدوره، أشاد نايف أكرد بأداء المجموعة الوطنية “التي استطاعت تجاوز الظروف الصعبة، التي رافقت التنقل المعقد نحو كينشاسا”، مضيفا “يبقى أمامنا الآن إنهاء المهمة على أرضنا وأمام جماهيرنا، لنذهب معا لمونديال قطر”، متقدما بالشكر “للجماهير المغربية التي تنقلت لملعب الشهداء بكينشاسا لمساندتنا، وكذلك الجماهير التي ساندتنا من المغرب”.
ويمني الجمهور المغربي العريض، الذي سيكون في الموعد، النفس بأن يكون أسود الأطلس في مستوى الانتظارات والطموحات المعلقة عليهم ومحو الأداء غير المقنع أمام خصم كان في المتناول، من خلال تقديم طبق كروي متميز يتوج بتحقيق انتصار مقنع أداءا ونتيجة ويؤكد أحقية أسود الأطلس في العبور إلى مونديال 2022 في قطر.