أكد الطيب حمضي، طبيب وباحث في السياسة والنظم الصحية، أنه لا وجود لحد الساعة لدراسات تجزم بالفئة المستهدفة من طرف المتحور (أوميكرون) التي يمتلك خاصة الانتشار بشراسة بين صفوف مختلف الفئات العمرية مقارنة مع (دلتا) وباقي السلالات.
وأضاف، خلال استضافته على قناة (ميدي 1)، أن الشباب عادة أكثر المصابين مع بداية الموجة لأنهم الضحايا الأسهل للعدوى بسبب تجمعاتهم ولقاءاتهم وعدم اكتراثهم بالإجراءات الاحترازية، إلى جانب عدم استفادتهم من التلقيح على عكس كبار السن الذين كانوا سباقين لتلقي الجرعات ما يجعلهم اليوم في مأمن من العدوى وتداعياتها.
وقال حمضي استنادا على المعطيات المتوفرة، إن السلالة الأصلية من كورونا كانت تصيب الأطفال بشكل أقل، وحتى في الحالات التي تم تأكيد الاصابة لم تكن تصل لمستوى الخطورة ولم تكن تسبب العدوى، وهو ما دفع اللجنة العلمية، خلال السنة الفارطة، لتشجع على الدراسة الحضورية لأن المدارس كانت في مأمن، حيث كشفت الارقام أن نسبة نقل الفيروس من بالغ إلى بالغ هي 4.4 بينما من البالغ للطفل 3، ومن الطفل للبالغ 1.5 ومن الطفل للطفل 1، لكن مع ظهور المتحور (أوميكرون) أصبحت الأعراض تظهر على الأطفال ما يجعل منهم ناقلين للفيروس بقوة.
واعتبر حمضي أن الأطفال يتحملون اليوم عبء بعض تساهل الكبار الذين لم يقبلوا على التلقيح، مشيرا أن الارقام القادمة من أمريكا تظهر أن دخول الأطفال إلى المستشفيات يرتفع كل أسبوع بنسبة 50 في المائة بسبب أوميكرون، خاصة أن الفئة أقل من 12 عام غير ملقحة ما يجعلها ضحية موجة العدوى الشديدة، ويطرح النقاش حول مدى قابلية المدارس لاستقبال الاطفال، على عكس الجامعات التي يمكنها تأمين الدراسة حضوريا في حال كان الطلبة مستفيدين من جرعاتهم الثلاث ويتواجدون داخل مدرجات تحترم شروط التهوية والتباعد.
وعبر الطبيب عن تخوفه من الضغط الشديد الذي ستعرفه المستشفيات وأسرة الانعاش مستقبلا بسبب شراسة العدوى بالمتحور أوميكرون، مشددا على ضرورة احترام الاجراءات الاحترازية.