أكد سفير المملكة المغربية بجنيف، عمر زنيبر، أمس الثلاثاء، أن مجموعة صغيرة من الدول المعادية، وبعد صدمتها بفعل النجاحات الدبلوماسية المحرزة من طرف المغرب على الساحة الدولية، قامت، كالعادة، بتحريض من الجزائر، بالخوض في مزاعم كاذبة، خلال الدورة الـ 46 لمجلس حقوق الإنسان، في محاولة يائسة لتمويه محنتها والتشويش العبثي على الدينامية الدولية الداعمة للوحدة الترابية للمغرب.
وقال زنيبر خلال حديثه في إطار الدورة الـ 46 لمجلس حقوق الإنسان “إنها ليست سوى محاولة يائسة غايتها استهداف الدينامية الإيجابية التي تعرفها قضية الصحراء المغربية، في أعقاب زخم دولي يدعم رسميا الوحدة الترابية للمملكة المغربية، ويعترف بموجب قرارات مجلس الأمن، بمبادرة الحكم الذاتي كحل ذي مصداقية وجدي” لهذا النزاع الإقليمي.
وفي هذا السياق، أماط السفير اللثام عن ادعاءات المجموعة الصغيرة المعادية حول الوضع في الأقاليم الجنوبية، مسلطا الضوء على جو السكينة والاستقرار السياسي السائد بهذه الربوع من المغرب، وهو “الوضع الذي يدعمه مجتمع مدني ملتزم وانتخابات شفافة”.
وأضاف أن ساكنة الأقاليم الصحراوية ممثلة من قبل منتخبين هم بمثابة ممثليهم الشرعيين في المسلسل السياسي للموائد المستديرة وأيضا بلجنة الأربعة والعشرين التابعة للأمم المتحدة (سي 24)، مسجلا أن “البوليساريو”، باعتبارها مجموعة انفصالية، لا يمكن بأي حال من الأحوال اعتبارها ممثلا لساكنة الصحراء المغربية.
وتطرق السفير من جهة أخرى لتدخل المغرب من أجل تحرير نقطة العبور الكركرات، مذكرا بأن الميليشيات الانفصالية كانت قد أغلقت الطريق عند الحدود بين المملكة وموريتانيا، في انتهاك للقانون الدولي، وعلى الرغم من الدعوات المتكررة للأمين العام للأمم المتحدة لمغادرة المنطقة العازلة.
وأوضح أن المغرب تدخل من أجل تصحيح الوضع القائم من خلال تحرير هذا المعبر الحيوي تحت إشراف بعثة (المينورسو)، من دون وقوع ضحايا. و”منذ ذلك الحين، تدعي الميليشيات الانفصالية المدعومة من طرف وسائل الإعلام الجزائرية الرسمية انتصارات وهمية، من خلال الاستعانة بمقاطع فيديو مفبركة تعود لعدد من ميادين القتال بعيدا عن أقاليمنا الجنوبية”.
وأكد زنيبر أن بث معلومات مغلوطة من قبل الدعاية تدل ليس فقط على غياب الاحترام اتجاه المجتمع الدولي، لكن يروم أيضا تقويض الجهود السلمية والرصينة التي يبذلها المغرب من أجل وضع حد لهذا النزاع المصطنع، مبرزا الدعم الدولي الكبير لجهود المملكة ولمبادرة الحكم الذاتي.
وأشار السفير إلى أن “الحركة الانفصالية وداعميها تقدم، من خلال هذه الأعمال، دليلا واضحا على سلوكها العدواني”، مذكرا بأن المغرب جدد التأكيد على تمسكه بالاحترام الكامل لالتزاماته الدولية.
وسجل في هذا الصدد، أن مجموعة من الدول عبر العالم، عبرت في تصريحات رسمية عن دعمها لجهود المغرب من أجل استعادة حرية الحركة المدنية والتجارية بالكركرات، بخلاف الجزائر التي ساندت هذه العرقلة.
من جهة أخرى، سلط السفير الضوء على الإقلاع المشهود الذي تعرفه الأقاليم الجنوبية على جميع المستويات، الاقتصادية، الاجتماعية والثقافية، وكذا مظاهر التقدم المحرزة في هذه الربوع من المملكة، في مجال إحداث البنيات التحتية من المستوى العالمي، بما في ذلك الجامعات، المستشفيات، الطرق السيارة، المطارات الدولية ومحطات الطاقة المتجددة، إلى غيرها من المنشآت.
وقال إن التنمية الاقتصادية بهذه المنطقة تعود بالنفع، ليس فقط على الساكنة المحلية، لكنها تشكل أيضا فرصة لإحداث قطب للربط على المستوى القاري.
وفي مجال تدبير الوضع المرتبط بوباء (كورونا)، أشار إلى أن المغرب برهن على تضامنه في هذه الأوقات العصيبة مع عشرات البلدان، لاسيما الدول الإفريقية الشقيقة.
إلى جانب ذلك، وعلى عكس أكاذيب الجزائر والانفصاليين، والدعاية التي تروج لها المجموعة الصغيرة المعادية المعزولة، فإن جميع المغاربة، بما في ذلك أولئك الموجودين بالأقاليم الجنوبية، استفادوا من دعم كبير عبر حملة التلقيح المضادة للكوفيد، ما يجعل المغرب يصنف حاليا من بين الدول التي سجلت أرقاما استثنائية على المستوى الدولي.
وحرص السفير على تجديد تأكيد التزام المغرب، على غرار الأغلبية الكبرى للوفود الحاضرة، بإيجاد مناخ بناء داخل المجلس، الذي لا يعد المكان المناسب لإظهار الخلافات والأعمال العدائية حول قضايا سياسية لا تندرج ضمن اختصاص المجلس.