يثير دواء “إيفيرمكتين” المضاد للطفيليات جدلا واسعا في الولايات المتحدة، ودول أخرى، بعد وصفه أحد الأطباء باعتباره علاجا لوباء (كوفيد-19).
وأثار أحد الأطباء في الولايات المتحدة جدلا واسعا ووصف “إيفيرمكتين” بـ”المعجزة” خلال جلسة استماع في الكونغرس.
وبات الدواء، الذي لا يزال غير معتمد بشكل رسمي لعلاج أعراض (كورونا)، اليوم في انتظار تقييم منظمة الصحة العالمية الشهر المقبل.
وقال اختصاصي الأمراض الرئوية وخبير العناية المركزة بيار كوري إن الدواء “المعجزة” لعلاج (كورونا) يدعم المرضى بانتظار توفر لقاح، مشيرا إلى أن دراسات أكدت أنه يعمل على تخفيف أعراض (كورونا)، وأنه يتضمن خصائص تمنع تفشي فيروس (كورونا).
علاج للطفيليات
يشار إلى أن “إيفيرمكتين” هو أصلا دواء مضاد للطفيليات، ويمنع استخدامه للأطفال دون سن الخامسة أو الذين يقل وزنهم عن 15 كيلوغراما، والنساء الحوامل والمرضعات، والأفراد المصابين بأمراض الكبد أو الكلى، ومن آثاره الجانبية الحرارة والحكة والحساسية، خصوصا عندما يؤخذ عن طريق الفم، بالإضافة إلى احمرار العينين وجفاف الجلد.
وإلى جانب كوري، انتشرت منشورات ومقالات على وسائل التواصل الاجتماعي تؤيد استخدام إيفيرمكتين، في البرازيل وفرنسا وجنوب أفريقيا وكوريا الجنوبية، حيث تسعى الحكومات في جميع أنحاء العالم إلى إطلاق برامج التطعيم.
ورغم تأكيدات كوري والتقارير والمقالات بشأن إيفيرمكتين، فإن علماء آخرين حذروا من تناول العقار كعلاج ل (كوفيد-19)، كما أن هيئات ووكالات الصحة تقول إنه لا توجد أدلة كافية للترويج للعقار باعتباره علاجا لفيروس (كورونا).
دراسة أولية والسياسة تتدخل
ويقول الباحثون إن الدراسات المعيبة التي تدعم العقار أدت إلى زيادة مبيعات هذا العقار في السوق السوداء، وعرقلة المزيد من البحث العلمي، وتأرجح ردود فعل الحكومة على الوباء، خصوصا في بعض دول أميركا اللاتينية.
وقال خبراء في معهد برشلونة للصحة العالمية “قرارات سياسة الإيفيرمكتين في أميركا اللاتينية استندت إلى حد كبير على التحليل المقدم في نسخة ما قبل الطباعة في أوائل أبريل”، وهذا يعني أنها لم تخضع لمراجعة الأقران، وهي العملية التي يتم من خلالها فحص النتائج الدراسة من قبل علماء آخرين قبل نشرها في مجلة علمية.
الجدير بالذكر أنه تم سحب الورقة في وقت لاحق بعد أن أثار الخبراء مخاوف منهجية.
لكن رغم عدم وجود دليل على فعالية العقار المضاد للطفيليات في معالجة كوفيد، استمر بعض السياسيين في دول معينة بدعم عقار إيفيرمكتين، ففي مايو، أعلنت الحكومة البوليفية أنها سمحت باستخدامه لعلاج مرضى (كوفيد-19).
كما زعم الرئيس البرازيلي جاير بولسونارو، في تغريدة هذا الشهر، أن إيفيرمكتين قد يكون مسؤولا عن العدد المنخفض نسبيا لوفيات فيروس كورونا في أفريقيا.
لقد تناول الكثير من الناس إيفيرمكتين لدرجة أن العلماء في بيرو أبلغوا المجلة العلمية “نيتشر” في أكتوبر أنهم يكافحون لتجنيد متطوعين للتجارب لتقييم ما إذا كان الدواء يمكنه مكافحة فيروس (كورونا).
ويمكن القول إن عقار إيفيرمكتين هو أحد سلسلة الأدوية التي تم اختبارها كعلاج محتمل لكوفيد-19 منذ تفشي الوباء، مثل عقار هيدروكسي كلوروكين المضاد للملاريا، الذي لم تثبت التجارب السريرية حتى الآن فاعليته في معالجة المرض.
وقالت “يونايت إيد”، وهي وكالة تشتري الأدوية لأشد الناس فقرا في البلدان النامية، إن هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات لتأكيد فعالية إيفيرمكتين.