بات الطريق للخروج من أزمة فيروس (كورونا) المستجد واضحا لدى الكثير من مواطني الدول الغنية، مع بدء عملية التلقيح ضد الوباء، حتى لو استغرق الأمر عدة أشهر، لكن بالنسبة للبلدان الفقيرة، سيكون الطريق أطول بكثير وأكثر وعورة.
ولم تؤمن المبادرة الطموحة المعروفة باسم “كوفاكس”، التي انطلقت لضمان وصول اللقاحات للعالم بأسره، سوى جزء بسيط من ملياري جرعة تأمل في شرائها خلال العام المقبل، ولم تؤكد بعد أي صفقات فعلية لشحن اللقاحات.
وقد كشف الفيروس، الذي أودى بحياة أكثر من 1.6 مليون شخص حول العالم، عن أوجه عدم مساواة واسعة النطاق بين الدول، إذ غالبا ما كانت النظم الصحية الهشة والاقتصادات الصغيرة أكثر تضررا.
وتم تأسيس “كوفاكس” من قبل منظمة الصحة العالمية، وهو تحالف عالمي لمكافحة الأوبئة ولتجنب التدافع الدولي للقاحات، ومن شأنه أن يصلح هذه الاختلالات.
لكن الآن، يقول بعض الخبراء إن فرص توزيع اللقاحات بشكل عادل بين الدول الغنية والفقيرة “تتلاشى بسرعة”.
ومع محدودية إمدادات اللقاح حاليا، فإن البلدان المتقدمة، التي ساعد بعضها في تمويل الأبحاث بأموال دافعي الضرائب، تتعرض لضغوط هائلة لحماية سكانها.
وفي غضون ذلك، تبحث بعض الدول الأفقر التي وقعت على المبادرة، عن بدائل بسبب مخاوف من عدم نجاحها.
وقال رئيس الصحة العالمية في المنتدى الاقتصادي العالمي، أرنو بيرنايرت، “إنها عملية حسابية بسيطة. من بين حوالي 12 مليار جرعة من المتوقع أن تنتجها صناعة الأدوية العام المقبل، تم حجز 9 مليارات جرعة بالفعل من قبل الدول الغنية”، وفق ما ذكرت وكالة (أسوشييتد برس).
وأضاف “لم تؤمن كوفاكس الجرعات الكافية، والطريقة التي قد يتكشف بها الوضع هي أنهم على الأرجح سيتلقون هذه الجرعات في وقت متأخر إلى حد ما”.