صنف عثمان الفردوس، وزير الثقافة والشباب والرياضة، أمس الأربعاء، بمجلس النواب، الحاجة لإعادة هيكلة مالية لقنوات القطب العمومي، كأبرز حاجة ملحة في الوقت الراهن، معتبرا أن الحديث عن خلق قطب عمومي موحد، يستدعي أولا ضرورة إعادة الهيكلة المالية لمكوناته، “وبعد الانتهاء من هذه الهيكلة، يمكن أن نفتح النقاش بشأن هذا الموضوع، وإحداث الشركة القابضة”، يوضح الفردوس، الذي أكد مجهودات قطاعه الحكومي بمعية وزارة الاقتصاد والمالية وإصلاح الإدارة في اتجاه إعادة الهيكلة المالية لقنوات القطب العمومي.
واعتبر الفردوس، تعقيبا على مداخلات أعضاء لجنة مراقبة المالية العامةبمجلس النواب، في اجتماعهم الذي خصص لمناقشة عرضين حول الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، وشركة الدراسات والإنجازات السمعية البصرية -صورياد- دوزيم-، أن وزارة الاقتصاد والمالية وإصلاح الإدارة، تقوم “بمجهود مهم، على الرغم من السياق الحالي المطبوع بالأزمة الناتجة عن تداعيات جائحة فيروس (كورونا) (كوفيد-19)، وتراجع المداخيل الجبائية بأكثر من 40 في المائة”.
ودافع فيصل العرايشي، المدير العام للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، عن حصيلة القطب العمومي، معتبرا أن الحديث عن “عدم وجود استراتيجية لم يمنع الإعلام العمومي من تحقيق عدد من الانجازات، ومنها خلق قنوات جديدة، وتحقيق نسب مشجعة تدل على أننا إعلام قوي، نحدث شركات، ونقوم بالبث بجودة عالية، نحن نعمل، لكننا ربما لا نحسن التطبيل للمنجزات التي نقوم بها”، على حد قول العرايشي الذي أضاف أن مكونات الشركة التي يترأسها “تتشغل سنة بعد سنة في ظل عدم وجود موارد مالية قارة، وهناك متأخرات بقيمة 300 مليون درهم، ولا يوجد لدينا أي حل، فضلا عن أن ميزانية الاستثمار لم تتغير بالشركة منذ سنة 2000 وهذا أمر ينبغي أن يذكر”.
و ذكر العرايشي بدراسة سبق إنجازها في سنة 2009، والتي اقترحت سيناريوهات للخروج من هذه الأزمة، منها “تحويل الشركة الوطنية إلى شركة قابضة، أو بيع القناة الثانية أو خلق شركة للإشهار”، مؤكدا أن “القرار لا يرجع لنا وليست لدينا الصلاحية لتبني أي خيار من هذه الخيارات”.