في الوقت الذي تتسابق فيه الشركات والمختبرات للبحث عن لقاح لفيروس (كورونا) المستجد، كان هناك جدال يدور في أروقة الإدارات الطبية، حول من يحق لهم الحصول على اللقاح أولا بعد العثور عليه.
العديد من النقاشات دارت خلال الأشهر الماضية، ورغم الإجماع على أن الأولوية للعاملين في القطاع الطبي، تركزت المباحثات على من يجب حمايتهم بعد العاملين في الخطوط الأولى في محاربة المرض.
مركز مراقبة الأمراض الأميركي “CDC”، حسم الأمر أخيرا، وأصدر توصياته، أمس الأربعاء، إذ وضع في المقدمة في الرعاية الصحية والموظفين الأساسيين، مثل العاملين في إنفاذ القانون وقطاع الطاقة والمياه.
ويتبعهم بعد ذلك في الأولوية بالحصول على جرعات اللقاح الفئات الأكثر ضعفا، أكانوا كبار السن أو أولئك الذين يعانون من أمراض مزمنة أو ظروف صحية صعبة.
وتشير التقديرات إلى وجود نحو 20 مليون شخص يعملون في مجال الرعاية الصحية في الولايات المتحدة، فيما يقدر عدد الموظفين العاملين في القطاعات الأساسية بنحو 80 مليون شخص، ويقدر عدد الذين يعانون من حالات طبية وكبار السن بنحو 150 مليون شخص.
أي أن الولايات المتحدة ستحتاج إلى نحو 250 مليون جرعة لحماية الفئات التي لها الأولوية.
وبغض النظر عن ذلك، فقد طلبت إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، مسبقا مئات الملايين من الجرعات من ست شركات تعمل على تطوير لقاحات تجريبية، وستكون الجرعات مجانية، وفق وكالة (فرانس برس).
وحتى الآن أودى الفيروس بحياة قرابة 179 ألف شخص، وأصاب أكثر من 5.7 مليون شخص في أميركا.
كبير خبراء الأوبئة والمستشار في البيت الأبيض الطبيب، أنتوني فاوتشي. كان قد أشار، في ورقة علمية نشرت في ماي الماضي، إلى أن لقاحا وحيدا لن يكفي لمواجهة جائحة (كورونا).
وأشار إلى أنه من غير المحتمل أن يلبي أي لقاح أو جهة منتجة للقاح بمفردها الاحتياجات العالمية، وبالتالي فإن اتباع نهج استراتيجي يعتمد على المحاولات المتعددة أمر بالغ الأهمية.