قال لي صديق شاب يدير شركة فتية مختصة في المقاولة بانه يعاني من أزمة خانقة تهدد بإفلاسه حتى قبل ان تتاح له فرصة إظهار كفاءته ،لان الطرق التي تسير بها الأمور في بلادنا ليست سوية.
هذا المقاول الشاب الذي راكم شهادات وخبرات عالية من ارقى مؤسسات التكوين العالمية ،كان يتابع كما تقتضي الأصول ،جميع الإعلانات التي تصدر حول عروض صفقات المشاريع العمومية لكي يشترك فيها على أساس تكافؤ الفرص والتوزيع العادل للثروة والانشطة التنموية الاقتصادية . لكن انتظاراته طالت بدون نتيجة لان معظم الصفقات تفوت لأطراف معينة بطرق ملتوية .
كمثال على ذلك ذكر صديقي مشروع إقامة قاعة مغطاة جديدة بالرباط متعددة الرياضات على شاطيء أبي رقراق بميزانية 259,8 مليون درهم (نحو 60 مليار)
المشروع اعلن اول امس عن منحه لشركة محلية طبعا هي: Get contractors .
والغريب ان الإعلان عن المناقصة الذي يفرضه القانون لم يراه احد .
ليس هذا استثناء. بل يكاد يصبح قاعدة . فمنذ أيام فقط اثيرت ضجة كبيرة بسبب احتجاج عدد من المقاولين والمسؤلين الشرفاء بسبب اجتماع عقد في الدار البيضاء في شبه سرية بين جماعة من منتهزي الفرص وذلك في محاولة لتقاسم كعكة دسمة تتمثل في مشروع اعادة هيكلة وبناء مركب رياضي سياحي ترفيهي مكان مركب الأمل الشهير الذي اهمل بكيفية متعمدة لخلق فرصة للتلاعب في مشاريع هائلة بتواطؤ مع سماسرة ورجال أعمال من الداخل والخارج وخاصة من الخليج . وقد تدخل بعض ذوي الضمائر الحية لافساد اللعبة وفضح التلاعب في الوقت المناسب.
التلاعب في الصفقات هو اكبر مظاهر الفساد في بلادنا ،ليس لأنه يؤدي الي سرقة أموال الشعب فحسب،بل لأنه يؤدي اكثر من ذلك إلى قتل المبادرات والمقاولات الوطنية التي لا تأكل من ريع الفساد والى تحطيم معنويات الشباب المبادر .
فإلى متى سيستمر هذا الوضع الذي يرهن كل مخططات التنمية بالمغرب ؟
