تعيش عمالة الصخيرات – تمارة، على غرار باقي أقاليم جهة الرباط – سلا – القنيطرة، على وقع تساقطات مطرية هامة استبشرت بها الساكنة خيرا، بعد توالي سنوات من الجفاف.
ولمواكبة هذه الظرفية المناخية الراهنة، وضمان انسيابية حركة السير وعدم تأثر البنية التحتية، عبأت كل من الشركة الجهوية متعددة الخدمات الرباط-سلا-القنيطرة وشركة “ريضال” جهودهما الميدانية عبر استراتيجيات استباقية أثبتت نجاعتها على أرض الواقع.
وتأتي هذه التعبئة في سياق الجهود الرامية إلى حماية البنية التحتية والمراكز الحضرية من مخاطر الفيضانات، من خلال تعزيز قدرات التدخل السريع والاستجابة الفورية لشكايات المواطنين.
وفي هذا الصدد، أكد مدير خدمة التطهير السائل بالشركة الجهوية متعددة الخدمات الرباط-سلا-القنيطرة، يونس نزار، أن الشركة باشرت، منذ انطلاق عملها منتصف السنة الجارية، تنفيذ حزمة من الإجراءات العملية الرامية إلى تحسين جودة خدمات التطهير السائل بمختلف أقاليم الجهة.
وأوضح نزار، في تصريح للصحافة، أن هذه التدابير شملت تنظيم حملات استباقية واسعة لتنقية قنوات الصرف الصحي وصيانة محطات الضخ، بهدف تفادي أي اضطرابات قد تمس المدن والمراكز التي تغطيها خدمات الشركة، وضمان استيعاب الشبكة لكميات الأمطار المتهاطلة.
وأشار إلى أن الشركة قامت بتزويد فرقها الميدانية المنتشرة بمختلف العمالات والأقاليم بأحدث المعدات التقنية، بما في ذلك المضخات المتنقلة والشاحنات المتخصصة، مما ساهم بشكل ملموس في رفع القدرة على الاستجابة لنداءات المواطنين الواردة إلى مركز النداء الجهوي خلال هذه الفترة الممطرة.
وسجل المسؤول أنه في سياق تعزيز الأسطول التقني للشركة، تم منذ بداية السنة اقتناء أربع شاحنات كبيرة الحجم، مع برمجة اقتناء ست شاحنات إضافية خلال السنة المقبلة، ما سيرفع أسطول الشاحنات بنسبة تناهز 40 في المائة، وهو ما سينعكس إيجاب ا على جودة الخدمات المقدمة للمرتفقين.
وفي السياق ذاته، أضاف المتحدث أن الشركة الجهوية أبرمت صفقات مع ما يناهز 12 شركة متخصصة في صيانة شبكات ومعدات التطهير السائل، بهدف ضمان مواكبة فعالة لموسم الأمطار.
من جهتها، أبرزت مديرة الاستغلال بشركة “ريضال” بعمالة الصخيرات-تمارة، السيدة مجيدة الراشدي، أن الشركة وضعت برنامجا شاملا لمواجهة التساقطات المطرية القوية، بتنسيق وثيق مع السلطات المحلية، لضمان ديمومة الخدمات الأساسية.
وأضافت، في تصريح مماثل، أن التدخلات الميدانية تتم عبر تجنيد موارد بشرية ولوجستية تعمل بنظام المداومة على مدار الساعة (24/24)، بما يضمن سرعة التدخل والنجاعة المطلوبة، مع الحرص التام على احترام المعايير التقنية وشروط السلامة، سواء بالنسبة للمستخدمين أو لمستعملي الطريق.
وأشارت المسؤولة إلى أنه تم تعبئة معدات هامة تشمل شاحنات الضخ وآليات تنقية القنوات، فضل ا عن اتخاذ تدابير استباقية طيلة السنة لمعالجة النقاط السوداء ومناطق تجمع المياه، مما مكن من استقبال موسم الأمطار في ظروف جيدة واستيعاب الكميات المسجلة.
وقد لاقت هذه المجهودات استحسانا لدى الساكنة المحلية، حيث عبر عزيز المحكامي، من ساكنة مدينة تامسنة، عن ارتياحه لعودة أمطار الخير بعد سنوات من الجفاف، منوها بالمجهودات المبذولة من طرف السلطات، التي جعلت الطرق سالكة وخالية من نقاط تجمع المياه، مما يسهل حركة السير والجولان.
وفي الإطار ذاته، سجل الفاعل الجمعوي بالمدينة ذاتها، هشام الحنشاوي، غياب نقاط تجمع المياه بالمدينة بفضل مجهودات السلطات المحلية والتدخلات المتواصلة طيلة اليوم، مشيدا بسرعة التفاعل مع اتصالات المواطنين ومعالجة أي تجمعات مائية طارئة بشكل فوري وفعال.
وتجسد هذه التدابير الاستباقية والتعبئة الميدانية انخراط مختلف المتدخلين في جهود تعزيز البنية التحتية وتجويد خدمات التطهير السائل، بما يضمن انسيابية الحياة اليومية للمواطنين، وتعزيز قدرة الشبكة على مواكبة التساقطات المطرية الهامة.
