تبدو المجموعة الثالثة من منافسات كأس أمم إفريقيا (كان) 2025، التي تضم منتخبات نيجيريا وتونس وأوغندا وتنزانيا، واحدة من أكثر مجموعات الدور الأول تنافسية.
وبين منتخبات مرشحة تاريخيا، وأخرى ذات تجربة قارية، وأسماء تسعى لتأكيد حضورها، تعد هذه المجموعة بصراع قوي على بطاقتي التأهل المباشر إلى دور ثمن النهائي.
ويتصدر المنتخب النيجيري، بطل إفريقيا ثلاث مرات، قائمة المرشحين في هذه المجموعة، باعتباره الاسم الأبرز على الورق. فبصفته متصدرا للمجموعة الرابعة في التصفيات، يتوفر المدرب إيريك شيل على تركيبة بشرية غنية بالمواهب المحترفة في أكبر البطولات الأوروبية.
غير أن “النسور الخضر” يدخلون غمار هذه النهائيات وهم مطالبون بالإقناع، بعد الفترة الأخيرة التي اتسمت بنتائج متذبذبة نسبيا، أبرزها الإقصاء بركلات الترجيح أمام منتخب جمهورية الكونغو الديمقراطية في التصفيات المؤهلة لكأس العالم. ورغم وضعه كمرشح مفضل، سيكون على المنتخب النيجيري فرض إيقاعه سريعا لتفادي أي ضغط غير ضروري.
من جهته، يمثل المنتخب التونسي، المعتاد على الأدوار النهائية والوصول إلى المربع الذهبي القاري، المنافس القوي الآخر في هذه المجموعة. وبفضل ثقافته التكتيكية العالية وانضباطه الدفاعي، يطمح “نسور قرطاج” بوضوح إلى حجز مقعد في الأدوار الإقصائية.
وقد تلعب خبرة المنتخب التونسي في تدبير المباريات الحاسمة دورا محوريا في مجموعة يتوقع أن تكون كل نقطة فيها ذات أهمية كبيرة، خاصة أمام خصوم معروفين بالالتزام البدني والقوة في الالتحامات.
وخلف هذين المرشحين، يتقدم منتخب أوغندا بصورة أكثر هدوء، لكنه يظل منافسا لا يستهان به. فقد أظهر هذا المنتخب خلال السنوات الأخيرة قدرته على إحراج كبار القارة بفضل تنظيمه المحكم وكثافته البدنية العالية.
ودون ضغط النتائج الفورية، سيسعى المنتخب الأوغندي إلى قلب التوقعات وفرض نفسه كمرشح جدي للتأهل، خاصة في المواجهات المباشرة أمام تونس وتنزانيا.
أما منتخب تنزانيا، فيكمل عقد هذه المجموعة بصفته الحصان الأسود. فبعد احتلاله المركز الثاني في المجموعة الثامنة من التصفيات، يكون قد حقق خطوة مهمة ببلوغه النهائيات، غير أن طموحه الآن يتجاوز الاكتفاء بمجرد المشاركة.
وبقدرتها على غلق المباريات والاعتماد على عناصر مجربة، تأمل تنزانيا في استغلال أي تراجع أو تهاون من منافسيها لحصد نقاط ثمينة.
وهكذا، تبقى موازين القوى داخل هذه المجموعة نظرية فقط. فرغم أفضلية نيجيريا وتونس مبدئيا، فإن تقارب المستويات وتوازن الإمكانات ينذران بسيناريوهات مفتوحة، قد تحسم تفاصيلها على جزئيات صغيرة، كحسن تدبير الضغط أو النجاعة في اللحظات الحاسمة. وعلى غرار النسخ السابقة، قد تعيد مواجهات المرشحين مع المنتخبات الطامحة رسم معالم المجموعة في وقت مبكر.
وهكذا، ستقدم المجموعة الثالثة، سواء بمدينة فاس أو بباقي المدن المستضيفة، خلاصة مكثفة لرهانات كأس أمم إفريقيا 2025: تأكيد مكانة الكبار، وصنع المفاجأة بالنسبة للمنتخبات الصاعدة، وتفادي التعثر في دور مجموعات لا يرحم أي خطأ.















