كأس أمم إفريقيا 2025.. فاس تستكمل برنامجها للتأهيل الحضري واللوجستي

19 ديسمبر 2025آخر تحديث :
كأس أمم إفريقيا 2025.. فاس تستكمل برنامجها للتأهيل الحضري واللوجستي
(آش 24)///

على أعتاب نهائيات كأس أمم إفريقيا 2025، تطل مدينة فاس بحلة جديدة بعد أن استكملت برنامجا طموحا للتأهيل الحضري من أجل الارتقاء ببنياتها التحتية إلى مصاف كبريات الحواضر الإفريقية.

وقد أنهت المدينة بالفعل، وهي تستعد لهذا الموعد الكروي القاري، تنفيذ مخطط واسع لإعادة تأهيل شبكاتها الحضرية ومنصاتها اللوجستية.

ويشمل هذا البرنامج تهيئة الطرق والفضاءات الخضراء والمنشآت الرياضية ومنظومة النقل، بما يضمن انسيابية حركة التنقل ويوفر شروط استقبال ملائمة للمنتخبات المشاركة والجماهير المرتقب حضورها لهذا الحدث القاري، الذي تنطلق أطوار منافساته يوم 21 دجنبر الجاري.

ويعتمد التدبير اللوجستي لتدفقات المتفرجين على مخطط خاص للنقل، سيتم تفعيله خلال الفترة الممتدة من 22 دجنبر الجاري إلى 6 يناير المقبل. وتتولى شركة “فاس الجهة للتهيئة”، بصفتها صاحب المشروع، الإشراف على تعبئة أسطول يضم 25 حافلة بسعة 48 مقعدا، و10 حافلات صغيرة بسعة 17 مقعدا، و5 سيارات مخصصة للشخصيات البارزة.

ويخضع هذا الأسطول لمتطلبات تقنية دقيقة، من بينها تزويد المركبات بأنظمة تحديد الموقع (جي بي إس) للتتبع الآني، وتحديد المسافة اليومية القصوى في 250 كلم لكل مركبة، فيما سيتم تأمين عمليات صعود ونزول الركاب من قبل فرق خاصة، في حين يزين المركبات تصميم بصري يغطي نصف هيكلها الخارجي بألوان البطولة.

وبالموازاة مع البرنامج الوطني لتحديث النقل الحضري، الذي يشمل إطلاق أسطول جديد من 154 حافلة استعدادا للبطولة، يستفيد النقل الحضري وشبه الحضري بالمدينة من عملية لتحديث تجهيزاته، تشمل تزويد وتركيب 1200 عمود لمحطات التوقف، منها 650 بالوسط الحضري و550 بالمناطق شبه الحضرية، بكلفة إجمالية تقدر بـ 3.5 ملايين درهم.

ومن أبرز فضاءات التنشيط الموجهة للجمهور، إحداث منطقة للمشجعين (فان زون) وفضاء مفتوح للعرض، استلزم إنجازهما غلافا ماليا يفوق 42 مليون درهم. وشملت أشغال التهيئة إنجاز أرضيات تقنية متنوعة، من بينها 7490 مترا مربعا من الخرسانة المعمارية الملونة، و4500 متر مربع من الخرسانة المزخرفة، إضافة إلى نحو 30 ألف متر مربع من التبليط بالخرسانة المسلحة، فضلا عن منطقة خضراء تمتد على 12150 مترا مربعا.

وشملت الأشغال أيضا تسوية الأراضي، وأعمال البنية التحتية الرئيسية، وتركيب شبكات الصرف الصحي والماء الصالح للشرب، بالإضافة إلى نظام متكامل للإنارة العمومية يضم أعمدة إنارة وكشافات لتأمين المواقع خلال الفترات المسائية.

وعلى مستوى الجمالية الحضرية، خضع وسط المدينة لعملية واسعة لترميم الواجهات، بكلفة فاقت 12 مليون درهم، شملت بنايات سكنية وتجارية، مع الحفاظ على الخصائص المعمارية المميزة مثل الكورنيشات والشرفات. وشملت الأشغال إزالة الطبقات المتضررة، ومعالجة التشققات، وتركيب أغطية جديدة من الرخام أو الغرانيت، وتجديد النجارة، إلى جانب إبراز المباني عبر تجهيزات إنارة بتقنية “ليد” وكشافات مقاومة لتسرب المياه.

أما الجانب البيئي والمناظر الطبيعية، فقد هم تهيئة المحاور الرئيسية للمدينة، من خلال إعادة تأهيل الأرصفة بالخرسانة المطبوعة وغرس أنواع نباتية متنوعة، من بينها التيبوانا والجاكراندا، مدعومة بشبكة سقي أوتوماتيكية متصلة بخزان مائي بسعة 50 مترا مكعبا.

وفي السياق ذاته، استفادت حدائق “للا أمينة” و”أمريكا اللاتينية” من دراسات تقنية ومناظرية ترمي إلى إعادة تهيئتهما بشكل شامل، شملت تجديد المسارات والإنارة الجمالية وتجهيزات الأثاث الحضري.

كما تم تعزيز البنيات الرياضية للقرب والتدريب، عبر إحداث فضاءات رياضية خارجية جديدة تضم ملاعب لكرة القدم بالعشب الاصطناعي على مساحة 5076 مترا مربعا، ومضمارا لألعاب القوى بمساحة 2000 متر مربع بغطاء اصطناعي مقاوم للماء، إلى جانب فضاءات مخصصة لرياضة “الكروس فيت” مجهزة بمحطات تدريب متعددة الاستعمالات. وتم تأمين إنارة هذه المنشآت بواسطة أعمدة من الفولاذ مطلية بالزنك تحمل كشافات “ليد” عالية الأداء.

وعلاوة على ذلك، ستخضع القاعة المغطاة “11 يناير” لأشغال ترميم تقنية شاملة، تشمل العزل المائي، وتحديث الشبكات الكهربائية، وتركيب نظام للمراقبة بالفيديو، مع استبدال أرضيتها بغطاء رياضي من مادة الفينيل، وتجهيزها بمعدات جديدة، من بينها سلال متحركة لكرة السلة.

وتجسد هذه المشاريع مجتمعة حجم الجهود المبذولة لتأهيل مدينة فاس لاحتضان هذا الحدث الرياضي القاري، مع الحرص على أن تترك هذه المجهودات رصيدا حضريا مستداما يعود بالنفع على الساكنة المحلية.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق