أكد رئيس مؤسسة المغرب 2030، فوزي لقجع، اليوم الخميس بالرباط، أن القطاع الرياضي أصبح مكونا رئيسا ضمن استراتيجيات التنمية الشاملة بالمملكة.
وأوضح لقجع، في كلمة تليت نيابة عنه ممثل مؤسسة المغرب 2030، خلال افتتاح أشغال المنتدى الدولي حول الرياضة، الذي ينظمه مجلس النواب تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، أن المملكة شهدت تحولا جوهريا في التعاطي مع الشأن الرياضي، بانتقالها من حصر الرياضة في مجالات الترفيه إلى اعتبارها حقا أساسيا للمواطن ورافعة استراتيجية للتنمية البشرية والمستدامة.
وأبرز أن هذا المنظور الجديد، المستلهم من التوجيهات الملكية السامية الموجهة للمشاركين في المناظرة الوطنية حول الرياضة في أكتوبر سنة 2008، مكن من إدماج القطاع الرياضي ضمن استراتيجيات تنموية شاملة تقوم على أسس اقتصادية واجتماعية متينة.
وأشار رئيس مؤسسة المغرب 2030 إلى أن النهوض بكرة القدم الوطنية ارتكز على إصلاحات هيكلية عميقة شملت تثبيت الحكامة، والانتقال نحو النظام المقاولاتي في تدبير الأندية، وتحديث الإطار القانوني والتمويلي للمنظومة الكروية.
وأكد أن هذا المسار واكبته مجهودات لتحديث البنية التحتية وتوسيع قاعدة الممارسة لتشمل مختلف الفئات العمرية والجنسين، مع إيلاء اهتمام خاص بالكفاءات من مغاربة العالم، مما ساهم في وضع العنصر البشري في صلب المنظومة الرياضية.
وشدد لقجع على الدور المتنامي لكرة القدم كقطاع خدمي منتج للقيمة المضافة ومساهم في الدورة الاقتصادية من خلال خلق مناصب شغل مباشرة وغير مباشرة، مبرزا في الوقت ذاته الدور التربوي المحوري للرياضة في ترسيخ قيم المنافسة الشريفة.
من جانبه، أبرز رئيس المجموعة الموضوعاتية المكلفة بتقييم الاستراتيجية الوطنية للرياضة بمجلس النواب، عبد الرحيم شهيد، العناية الملكية السامية بقطاع الرياضة التي شكلت مرجعا محفزا لمسار النهوض به، مسجلا أن المناظرة الوطنية حول الرياضة سنة 2008 مثلت محطة تأسيسية ومنعطفا حاسما في تاريخ الرياضة المغربية.
واعتبر شهيد أن تنظيم هذا المنتدى الدولي يشكل محطة أساسية للتقييم الجماعي للسياسات العمومية الرياضية، وفضاء لتبادل التجارب بهدف توجيه الاختيارات الوطنية نحو مزيد من النجاعة والملاءمة لمواكبة التحولات الجارية وتعزيز الإشعاع الإقليمي والدولي للمملكة.
من جهته، أكد مدير المكتب الإقليمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو) للمنطقة المغاربية، شرف احميميد، أن انعقاد هذا المنتدى يكتسي أهمية خاصة لتقييم المكتسبات، مبرزا أن المملكة جعلت من الرياضة رافعة للتنمية والتماسك الاجتماعي، وهو ما تجسد من خلال احتضان تظاهرات قارية ودولية كبرى، والاستعداد لتنظيم كأس العالم لكرة القدم 2030، في إطار تموقع استراتيجي واضح ومتماسك.
وأضاف احميميد أن (يونسكو) مستعدة لمواكبة المغرب في بلورة استراتيجية مستدامة للنهوض بالرياضة، مؤكدا أن الرهان الحالي يتمثل في تحويل زخم التظاهرات الكبرى إلى منافع تنموية مستدامة تشمل تمكين الشباب وتعزيز المساواة في الولوج إلى النشاط البدني، خاصة لفائدة الفتيات.
ويشكل المنتدى الدولي حول الرياضة، المنظم في إطار أعمال المجموعة الموضوعاتية المكلفة بتقييم الاستراتيجية الوطنية للرياضة 2008-2020، تحت شعار “نحو استراتيجية وطنية للنهوض بالرياضة”، فضاء للحوار، ومنصة للتفكير الجماعي في المداخل الممكنة لمواصلة تطوير السياسات الرياضية الوطنية وتكريسها كركيزة أساسية للتنمية البشرية والاندماج الاجتماعي والاقتصادي.
ويشارك في هذا اللقاء أعضاء من الحكومة والبرلمان، وممثلون عن المؤسسات الوطنية والدولية وجامعات وأندية وجمعيات رياضية، إلى جانب ثلة من الخبراء والأساتذة والإعلاميين والفاعلين في الحقل الرياضي مغاربة وأجانب، لمناقشة مواضيع تتعلق بالحكامة والتمويل والتكوين والتأطير والإعلام الرياضي.















