تقلبات مناخية بجهة فاس-مكناس: وضعية متحكم فيها وتساقطات مطرية تبعث على الأمل

17 ديسمبر 2025آخر تحديث :
تقلبات مناخية بجهة فاس-مكناس: وضعية متحكم فيها وتساقطات مطرية تبعث على الأمل
(آش 24)///

خلفت التساقطات المطرية الأخيرة التي شهدتها جهة فاس-مكناس أثرا محدودا جدا على سير المرافق العمومية والنشاط الاقتصادي والحياة اليومية للمواطنين، الذين استقبلوا هذه الأمطار بكثير من الأمل لما تحمله من مؤشرات إيجابية على الموسم الفلاحي وإعادة تكوين المخزون المائي.

ورغم أن التساقطات كانت قوية في بعض المناطق، فإن انعكاساتها ظلت في المجمل محدودة، بفضل التعبئة السريعة والمنسقة لمختلف السلطات والمصالح المعنية.

وأفادت وكالة الحوض المائي لسبو، التي سجلت تساقطات في حدود 32 ملم خلال الفترة ما بين فاتح إلى 16 دجنبر الجاري، أن الوضعية تبقى متحكما فيها بشكل كامل، مما مكن ساكنة الجهة والفاعلين الاقتصاديين من مواصلة أنشطتهم في أجواء عادية يسودها الاطمئنان.

وفور الإعلان عن الاضطرابات الجوية، تم تفعيل آليات اليقظة، حيث تدخلت مصالح الوقاية المدنية والسلطات المحلية والفرق التقنية التابعة للجماعات الترابية، إلى جانب مصالح التجهيز والماء، في الوقت المناسب وبتنسيق محكم. وشملت هذه التدخلات مراقبة الأودية، وتأمين النقاط الحساسة، وفتح المحاور الطرقية بشكل وقائي، مما ساهم في الحد من الإزعاجات وتفادي أي تفاقم للوضعية.

وأكدت المعطيات الميدانية أن الوضعية الهيدرولوجية الحالية تبقى مستقرة ومتحكما فيها بفضل البنيات التحتية التنظيمية المعتمدة وبروتوكولات السلامة المفعلة.

كما أظهرت الحصيلة المنجزة على الأرض غياب أية أضرار كبيرة، إذ لم تتأثر البنيات التحتية الاستراتيجية بشكل ملحوظ، وبقيت الشبكة الطرقية، سواء بالمجال الحضري أو القروي، سالكة وقابلة للاستعمال. وتمت معالجة بعض الاضطرابات الظرفية بسرعة، دون أن يكون لها تأثير دائم على حركية الجهة.

وباستثناء إقليمي تاونات وصفرو، اللذين يغلب عليهما الطابع القروي، حيث تم تعليق الدراسة يومي الثلاثاء والأربعاء كإجراء احترازي، واصلت المؤسسات التعليمية والمرافق الصحية والإدارات العمومية عملها بشكل عادي، بما يضمن استمرارية الخدمات الأساسية. كما جرى تزويد الساكنة بالماء الصالح للشرب والطاقة الكهربائية دون تسجيل انقطاعات تذكر.

وفي الجماعات القروية، التي غالبا ما تكون أكثر عرضة للتقلبات المناخية، ظل تأثير التساقطات في حدود يمكن التحكم فيها، بفضل الأشغال الوقائية المنجزة مسبقا، لاسيما تنظيف قنوات تصريف المياه وصيانة المسالك القروية، مما مكن من الحفاظ على وتيرة الحياة اليومية.

وعبأت المديريات الإقليمية للتجهيز بالأقاليم المعنية كافة وسائلها اللوجستية والموارد البشرية، بما في ذلك فرق إزالة الثلوج، من أجل ضمان فتح المحاور الطرقية المتأثرة بالتساقطات الثلجية والمطرية.

وتندرج تدخلات مختلف المتدخلين في إطار مقاربة تقوم على تعاون مؤسساتي وثيق، حيث تعمل وكالة الحوض المائي لسبو والسلطات المحلية ومصالح الوقاية المدنية ومديريات التجهيز، والجماعات الترابية، وباقي الشركاء، بتنسيق مستمر داخل اللجان الإقليمية والجهوية لليقظة، بما يضمن توحيد الجهود وحسن تدبير الوضعية بشكل تفاعلي.

وعلى وجه الخصوص، استقبلت الساكنة القروية هذه التساقطات بارتياح كبير، بعد فترة طبعتها التقلبات المناخية وعدم اليقين. وتشكل هذه الأمطار إشارة إيجابية لبداية الموسم الفلاحي، من خلال مساهمتها في تحسين رطوبة التربة وتعزيز الاحتياطي المائي.

ويرى فلاحو الجهة في هذه التساقطات فرصة مواتية لانطلاق العمليات الفلاحية الأولى في ظروف أكثر اطمئنانا، حيث من المرتقب أن تستفيد الزراعات الموسمية والمراعي من هذه الواردات المائية، بما يعزز الآفاق الفلاحية المحلية ويرفع من معنويات الفلاحين.

ومن المؤشرات الإيجابية الأخرى، واصلت الأسواق الأسبوعية نشاطها المعتاد، مستقبلة الساكنة القروية للتزود وتسويق منتوجاتها، محافظة بذلك على ديناميتها الاقتصادية والاجتماعية.

وفي المقابل، تظل آليات اليقظة في حالة تأهب لمواكبة أي تطور محتمل في الوضعية الجوية، وضمان تدخل فوري وفعال عند الاقتضاء.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق