على إثر الاضطرابات المناخية التي شهدتها جهة فاس-مكناس خلال الأيام الأخيرة، قامت وكالة الحوض المائي لسبو بتعزيز تفعيل آليات اليقظة والتدخل التابعة لها، في إطار مقاربة استباقية تروم التحكم في الواردات الاستثنائية من المياه، وضمان استمرارية المرفق العمومي، والحفاظ على سلامة الأشخاص والممتلكات من مخاطر التقلبات المناخية.
وتشمل تعبئة وكالة الحوض المائي لسبو مجالا ترابيا استراتيجيا يمتد على مساحة تناهز 40 ألف كيلومتر مربع، ويغطي ثلاث جهات و18 إقليما وعمالة، يقطنها حوالي 7,6 ملايين نسمة.
وقد مكن تتبع الوضعية المائية على مستوى مدينة فاس من تسجيل تساقطات مطرية بلغت نحو 32 ملم خلال الفترة الممتدة من فاتح إلى 16 دجنبر الجاري، ليرتفع المجموع التراكمي منذ فاتح شتنبر إلى 86 ملم، وهي معطيات تخضع لتحليل مستمر قصد ملاءمة إجراءات الضبط والتنظيم.
وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أكد مدير وكالة الحوض المائي لسبو، خالد الغماري، أن الفرق التقنية معبأة لضمان تدبير أمثل للموارد المائية خلال هذه الفترة التي تعرف اضطرابات مناخية.
وأوضح أنه تم نشر مختلف آليات التدخل بشكل استباقي من أجل التحكم في تدفقات المياه، مشيرا إلى أن الوضعية المائية الحالية تبقى متحكما فيها بشكل كامل بفضل البنيات التحتية التنظيمية المعتمدة وبروتوكولات السلامة التي تم تفعيلها.
ويتميز الجهاز الذي تشرف عليه وكالة الحوض المائي لسبو بتعزيز ملحوظ لمنظومة التتبع الهيدرومناخي، حيث تسهر الفرق المختصة على المراقبة المستمرة لصبيب الأودية ومستويات ملء السدود والمنشآت الهيدروليكية الاستراتيجية. كما تتيح عملية جمع المعطيات وتحليلها بشكل آني تقييما متواصلا للوضعية واستباقا دقيقا لمختلف التطورات المحتملة ميدانيا.
وفي إطار تدبير حقينات السدود، تم القيام بمناورات تقنية وقائية على مستوى مختلف السدود التابعة للحوض، وذلك وفقا للمساطر التنظيمية المعمول بها، بهدف استيعاب الواردات المائية الإضافية الناتجة عن التساقطات المطرية، مع ضمان استقرار المنشآت وسلامة المناطق الواقعة أسفلها. ويتم ضبط كميات المياه بطريقة مدروسة لتفادي أي فيضانات غير متحكم فيها.
وعلى المستوى العملياتي، كثفت الوكالة تدخلاتها الميدانية من خلال القيام بعمليات تفقد دقيقة لمنشآت الوقاية من الفيضانات.
كما تندرج تدخلات وكالة الحوض المائي لسبو في إطار مقاربة تقوم على التعاون المؤسساتي الوثيق، حيث تعمل بتنسيق تام مع السلطات المحلية، ومصالح الوقاية المدنية، وباقي المتدخلين داخل اللجان الإقليمية والجهوية لليقظة. ويتيح هذا التنسيق توحيد الجهود وتبادل الوسائل، وضمان تدبير سريع وفعال للوضعية المائية على صعيد الحوض.
وتواصل المؤسسة، من جهة أخرى، مجهوداتها التواصلية عبر تقاسم المعطيات الضرورية مع مختلف المتدخلين. وإذ تؤكد أن الوضعية تبقى تحت السيطرة الكاملة بفضل الإجراءات المعتمدة، فإن الوكالة تدعو إلى مواصلة التحلي باليقظة بالمناطق المعرضة للمخاطر، وحث المواطنين على الالتزام بتعليمات السلامة الصادرة عن السلطات المختصة.















