عقدت لجنة اليقظة والتنسيق بشيشاوة، الثلاثاء، اجتماعا خ صص لاستعراض التدابير الاستباقية المتخذة من أجل التخفيف من آثار موجة البرد التي يشهدها الإقليم خلال موسم الشتاء.
ويندرج هذا الاجتماع الذي ترأسه عامل الإقليم بوعبيد الكراب بحضور رؤساء المصالح الخارجية ومنتخبين محليين وممثلي السلطات الأمنية، في إطار تفعيل المخطط الوطني للحد من آثار موجة البرد تنفيذا للتعليمات الملكية السامية، بهدف ضمان سلامة الساكنة وخاصة بالمناطق القروية والجبلية الأكثر تعرضا لسوء الأحوال الجوية.
وفي كلمة بالمناسبة، أكد الكراب أن الاستراتيجية المعتمدة ترتكز على تعبئة منسقة متواصلة لجميع المصالح اللاممركزة، مبرزا ضرورة التفاعل وبالسرعة المطلوبة وعلى نحو استباقي لحماية المواطنين وممتلكاتهم، وملاءمة التدخلات الميدانية مع الخصوصيات الجغرافية والحاجيات المحلية.
واستعرض، في هذا الصدد، التدابير المتخذة، مشيرا إلى تعبئة حوالي 150 آلية لفتح الطرقات وتأمين حركة السير في المناطق المتضررة، إضافة إلى تسخير 25 سيارة إسعاف للتدخل في الحالات المستعجلة، وكذا القيام بإحصاء النساء الحوامل حتى تتم مواكبتهن في أفضل الظروف.
وأضاف عامل الإقليم أنه تم توزيع أغطية ومواد غذائية على الدواوير النائية، فيما جرى تعبئة بنيات الإيواء لاستقبال الأشخاص بدون مأوى، مشددا أيضا على التنسيق مع مصالح المديرية الإقليمية للتربية الوطنية لضمان سلامة الأطفال والأطر التربوية والإدارية، مع ضمان استمرارية الخدمات في الداخليات والمؤسسات المعنية.
ودعا في هذا السياق، كافة المتدخلين إلى التحلي باليقظة الدائمة ومواصلة التنسيق الميداني، والاستعداد للتدخل الفوري في مواجهة أي تفاقم لسوء الأحوال الجوية، مبرزا أهمية العمل المنسق لحماية الساكنة الهشة، وتأمين استمرارية الخدمات الأساسية والتخفيف من آثار موجة البرد بكافة مناطق الإقليم.
من جانبه، أفاد المدير الإقليمي للتربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة بشيشاوة، فؤاد باديس، بتعليق الدراسة مؤقتا يومي الثلاثاء والأربعاء بـ149 مؤسسة تعليمية من أجل الحفاظ على سلامة التلاميذ والأساتذة مع استئناف الدراسة بمجرد تحسن الأحوال الجوية، مضيفا أنه تم احداث لجنة لليقظة لمتابعة النشرات الإنذارية الصادرة عن المديرية العامة للأرصاد الجوية لتحيين القرارات وفق تطورات الوضع.
وعلى المستوى الصحي، أشارت المندوبة الإقليمية للصحة والحماية الاجتماعية بالنيابة، فاطمة الزهراء المقرئ، إلى اتخاذ تدابير لمواكبة ومساعدة الفئات الأكثر هشاشة، بما في ذلك كبار السن والأطفال دون سن الخامسة والأشخاص المصابين بأمراض مزمنة والنساء الحوامل، مع ضمان توفير الأدوية الأساسية والخدمات الطبية.
ولفتت إلى اتخاذ إجراء خاص لتقريب النساء الحوامل المنحدرات من دواوير نائية من البنيات الصحية الملائمة وتوفير مواكبة شاملة لهن تشمل العلاجات والتغذية والإيواء الآمن.
وفي تصريح للصحافة، أشار رئيس قسم التجهيزات بعمالة إقليم شيشاوة، أورايس الهاشمي، إلى أن الوضع بالإقليم يظل مستقرا، على الرغم من بعض الاضطرابات في بعض المحاور الطرقية، مضيفا أنه تم تسخير أزيد من 49 عربة و20 سيارة إسعاف لفك العزلة عن 11 جماعة قروية تشهد موجة البرد، وتأمين الطرق وضمان استمرارية الخدمات الأساسية.
من جهة أخرى، أكد متدخلون آخرون يمثلون مصالح الوقاية المدنية، والمياه والغابات، والشركة الجهوية متعددة الخدمات بشيشاوة، والهلال الأحمر المغربي، على تعبئة جميع الموارد اللوجستية والتقنية والبشرية لضمان استجابة فعالة لأي طارئ محتمل، بالتنسيق الوثيق مع السلطات المختصة.
