انعقد الجمع العام العادي الـ 78 للتعاضدية العامة لموظفي الإدارات العمومية خلال الفترة من 12 إلى 14 دجنبر الجاري بمدينة الحسيمة، تحت شعار “نحو تعاضدية قوية ومتجددة في صلب منظومة الحماية الاجتماعية الموحدة”.
واستهل الجمع العام العادي، الذي انعقد برئاسة رئيس المجلس الإداري للتعاضدية العامة، إبراهيم العثماني، بالتنويه بالعناية السامية التي يوليها صاحب الجلالة الملك محمد السادس لمنظومة الحماية الاجتماعية، وبمسار الإصلاحات الكبرى التي تشهدها المملكة، معبرا عن اعتزازه العميق بالقرار الأممي رقم 2797، الذي يجدد التأكيد الدولي على السيادة الوطنية والوحدة الترابية للمملكة المغربية، بما يعزز مناخ الاستقرار ويدعم مسار التنمية والتماسك الاجتماعي الذي تساهم فيه التعاضدية العامة بصفة مستمرة.
وحسب البيان الختامي للجمع العام، فقد تميزت الجلسات العامة بانخراط فعال ومسؤول لأعضاء الجمع، الذين استعرضوا بتدقيق وعمق مختلف التقارير الإدارية والمالية والتقنية المعروضة عليهم، وتداولوا في القضايا الجوهرية المرتبطة بأداء التعاضدية العامة وآفاق تطويرها في ظل التحولات التشريعية والتنظيمية المواكبة لتنزيل منظومة الحماية الاجتماعية الموحدة، وما تفرضه من رهان الاستدامة والفعالية والجودة في تقديم الخدمات الإدارية والصحية والاجتماعية.
بعد استيفاء جدول الأعمال المقرر قانونا ومناقشة مستفيضة، فقد صادق الجمع العام صادق بإجماع الحاضرين على التقريرين الأدبي والمالي لسنة 2024، وعلى مخرجات الدورة الاستثنائية للمجلس الإداري المنعقدة يومي 17 و18 أكتوبر 2025، وعلى المقترح المقدم من سلطات الوصاية بخصوص تجميع الوحدات الصحية والاجتماعية المتواجدة بنفس العنوان في مشروع صحي واجتماعي واحد، لضمان عقلنة المرافق وتحسين الجودة والمردودية.
كما صادق الجمع العام على بناء المركب السوسيوطبي بمدينة فاس وعلى الوثائق الخاصة بمرافقه باعتباره مشروعا هيكليا من شأنه تعزيز العرض الصحي التعاضدي وتطوير الخدمات بجهة فاس-مكناس، وعلى إطلاق التطبيق المعلوماتي (MAMGPAP)، وعلى إنجاز البطاقات الخاصة بالمنخرطين الجدد، بما يعزز هوية المنخرط وييسر الاستفادة من الخدمات التعاضدية.
كما أقر الجمع العام تنويع العرض الصحي بإضافة خدمة الطب العام إلى باقي التخصصات الطبية المعتمدة داخل التعاضدية العامة، وعلى الانخراط في اتحاد التعاضديات المكونة للصندوق الوطني لمنظمات الاحتياط الاجتماعي، باعتباره خيارا استراتيجيا يعكس الوعي الجماعي بأهمية توحيد الصف التعاضدي وتعزيز التنسيق المؤسساتي في ظل التحولات التشريعية والتنظيمية الراهنة، وعلى نتائج انتخاب أعضاء لجنة المراقبة للسنة المالية 2025.
وأكد الجمع العام أهمية الإجراءات الاستعجالية المرتبطة بإصلاح الوحدات الصحية والاجتماعية، وعلى تثمين ما تحقق خلال السنوات الأخيرة من إنجازات كبرى على مستوى تعزيز القرب، وتجويد الخدمات الصحية والاجتماعية والإدارية، وتطوير الشراكات مع مؤسسات صحية مرجعية، والانخراط الفعلي للتعاضدية العامة في الدينامية الوطنية المرتبطة بتعميم الحماية الاجتماعية.
ونوه المشاركون بإعادة انتخاب إبراهيم العثماني رئيسا للاتحاد الإفريقي للتعاضد خلال الجمع العام المنعقد بالرباط يوم 10 دجنبر الجاري داعيا المكتب التنفيذي المنتخب حديثا إلى مواصلة نهج الدبلوماسية التعاضدية جنوب-جنوب دعما لاستراتيجية المملكة في تعزيز العمل الإفريقي المشترك.
ودعا الجمع العام كافة المناديب والأطر إلى الانخراط الفعلي في إعداد المخطط الاستراتيجي 2026-2030، وإلى الاستعداد الجاد للمحطة الانتخابية المقبلة مع اقتراب انتهاء مدة انتدابهم، في أفق ترسيخ ثقافة الحكامة والتدبير المؤسساتي المسؤول، مشددين على أهمية مواصلة التعبئة والعمل الجاد لترسيخ مكانة التعاضدية العامة كفاعل اجتماعي محوري وركيزة أساسية ضمن ورش الحماية الاجتماعية الموحدة التي يقودها صاحب الجلالة الملك محمد السادس.
