السغروشني: المغرب جعل من السيادة التكنولوجية أولوية استراتيجية في عصر الذكاء الاصطناعي

26 نوفمبر 2025آخر تحديث :
السغروشني: المغرب جعل من السيادة التكنولوجية أولوية استراتيجية في عصر الذكاء الاصطناعي
(آش 24)///

أكدت الوزيرة المنتدبة لدى رئيس الحكومة المكلفة بالانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة، أمل الفلاح السغروشني، الأربعاء بطنجة، أن المغرب جعل من السيادة التكنولوجية أولوية استراتيجية لمواكبة الطفرة العالمية في مجال الذكاء الاصطناعي ودعم دينامية نموذجه التنموي.

وفي كلمة لها خلال إحدى الندوات المنظمة قبيل الافتتاح الرسمي للدورة السابعة عشرة من المنتدى الدولي “ميدايز”، شددت الوزيرة على أن المغرب تحت القيادة الحكيمة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، تبنى رؤية طموحة يجسدها برنامج “المغرب الرقمي 2030″، الذي يقوم على تطوير بنية تحتية سحابية وطنية، وتعزيز الأمن السيبراني، وتعميم الخدمات الرقمية الحكومية وفق معايير الثقة، والتسريع الرقمي، والشفافية.

وأبرزت السيدة السغروشني أن العالم يعيش اليوم تحولا عميقا تقوده التقنيات الذكية، حيث تتسارع وتيرة إنتاج البيانات، وتتطور نماذج الذكاء الاصطناعي بوتيرة غير مسبوقة، الأمر الذي يجعل من حماية المعطيات، وتأمين البنى التحتية الرقمية، والتحكم في سلاسل القيمة التكنولوجية عناصر أساسية لأي دولة تطمح إلى سيادة رقمية حقيقية.

وفي هذا السياق أكدت الوزيرة أن الذكاء الاصطناعي يمثل اليوم قلب التحول الرقمي، لما يوفره من قدرات تحليلية ومعرفية متقدمة قادرة على تحسين الخدمات، ودعم اتخاذ القرار، وتطوير سياسات عمومية أكثر فعالية.

وأكدت أن بناء منظومة وطنية للذكاء الاصطناعي تتطلب إطاراً قانونيا وتنظيميا واضحاً، وحكامة رشيدة للبيانات، واستثمارات مستدامة في القدرات البشرية، خاصة من خلال تكوين الشباب وتأهيلهم للمهارات الرقمية الجديدة.

كما شددت على أهمية تطوير إدارة عمومية X.0 تعتمد على الخدمات متعددة القنوات، والأنظمة المعيارية المشتركة، والبنية السحابية السيادية، وحلول الأمن السيبراني التي تضمن الجودة، واستمرارية الخدمة، وحماية المعطيات الشخصية، مما يعزز ثقة المواطن ويجعل الإدارة أكثر قربا وفعالية وابتكاراً.

واعتبرت الوزيرة أن المغرب يتقدم بخطى ثابتة نحو ترسيخ مكانته كقطب رقمي إفريقي ومتوسطي، عبر إطلاق مشاريع استراتيجية تشمل تطوير البيانات الضخمة، والذكاء الاصطناعي، والحلول المبتكرة، وتوسيع الشراكات الدولية في مجالات التكنولوجيا المتقدمة.

وأضافت أن “تعزيز السيادة الرقمية يمثل حجر الزاوية في بناء اقتصاد تنافسي ومجتمع رقمي آمن ومبتكر”، داعية مختلف الفاعلين إلى تعزيز التنسيق والتعاون من أجل تسريع وتيرة التحول الرقمي بما يخدم التنمية الشاملة والمستدامة للمملكة.

من جانبه، أكد رئيس الوزراء السابق لجمهورية هايتي، لوران لاموث، أهمية الاستثمار في القطاع الرقمي، مبرزا الحاجة إلى تطوير سياسة رقمية قادرة على الحفاظ على السيادة التكنولوجية للدول الإفريقية.

كما اعتبر، من جهة أخرى، أن إفريقيا بدأت تدرك أهمية هذه السيادة التكنولوجية، مؤكدا أن الاستثمار في مجالي الأمن السيبراني والذكاء الاصطناعي لم يعد مجرد “تفكير لاحق”، بل أصبح ضرورة تفرض إطارا سياسيا مناسبا.

ويُعد منتدى ميدايز المنظم، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، بمبادرة من معهد أماديوس، أحد أبرز المواعيد الاستراتيجية في القارة الإفريقية، حيث يجمع كل عام رؤساء دول ومسؤولين سياسيين وخبراء وفاعلين دوليين.

وتقترح دورة هذا العام، التي تعقد من 26 إلى 29 نونبر تحت شعار: “الانقسامات والاستقطاب: إعادة ابتكار المعادلة العالمية” حوالي خمسين جلسة تغطي مجموعة واسعة من القضايا الجيو – استراتيجية الرئيسية، مع تركيز خاص على التحديات والرهانات والفرص التي تواجهها إفريقيا ودول الجنوب.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق