جرى، اليوم الثلاثاء، على مستوى جماعات ترابية بإقليم جرسيف، إطلاق عدة مشاريع تنموية لتعزيز البنيات التحتية والتعليمية، وذلك بمناسبة الذكرى السبعين لعيد الاستقلال المجيد.
وتهم هذه المشاريع، التي أشرف على إطلاقها عامل إقليم جرسيف، عبد السلام الحتاش، رفقة عدد من المسؤولين المحليين، التأهيل الحضري لجماعة لمريجة، وبناء مؤسستين تعليميتين؛ ثانوية إعدادية بجماعة هوارة أولاد رحو، وثانوية تأهيلية بجماعة رأس القصر.
وهكذا، أعطيت انطلاقة أشغال مشروع التأهيل الحضري لجماعة لمريجة، الذي يشرف على إنجازه مجلس جهة الشرق بغلاف مالي قدره 5.5 مليون درهم، وذلك بشراكة مع كل من وزارة الداخلية (المديرية العامة للجماعات الترابية)، ووزارة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، وولاية جهة الشرق، وعمالة إقليم جرسيف، إضافة إلى الجماعة المعنية.
ويروم هذا المشروع تحسين البنيات التحتية عبر تهيئة الطرقات، وتبليط الأرصفة، مع إدماج الأحياء المستهدفة ضمن النسيج الحضري المنظم، حيث أسند إنجاز هذه العملية لشركة العمران الشرق في مدة لا تتجاوز ستة أشهر.
وفي هذا السياق، أكد مدير وكالة العمران الشرق بجرسيف- تاوريرت، حلمي منير، أن هذا المشروع يندرج في إطار رؤية واضحة تروم تجويد المرافق الأساسية، وتحسين المشهد الحضري داخل جماعة لمريجة، مبرزا أن هذه العملية تشكل جزءا من اتفاقية أشمل تصل تكلفتها الإجمالية إلى 44.5 مليون درهم؛ مما يعكس التزاما جماعيا بتطوير المجالات الترابية وتعزيز جاذبيتها.
وأوضح في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن الأشغال المبرمجة ستساهم بشكل مباشر في تحسين ظروف التنقل وجودة العيش بالنسبة للسكان، عبر إحداث مسارات جديدة للطرقات ومعالجة عدد من النقاط السوداء داخل النسيج الحضري، مشيرا إلى أن هذه التدخلات تهدف أيضا إلى مواكبة التطور العمراني، وتشجيع الاستثمارات المحلية من خلال توفير بنية تحتية حديثة وملائمة لتطلعات الساكنة.
وعلى مستوى جماعة هوارة أولاد رحو، أعطيت انطلاقة أشغال بناء الثانوية الإعدادية أولاد صالح، التي تشرف عمالة إقليم جرسيف على إنجازها بكلفة مالية تفوق 7,58 مليون درهم، في إطار برنامج تقليص الفوارق الاجتماعية والمجالية، وذلك لتشكل دعامة أساسية لتمكين تلاميذ المنطقة من الولوج إلى التعليم الإعدادي، والحد من الهدر المدرسي.
كما تم في ذات الإطار، تقديم مشروع بناء الثانوية التأهيلية رأس لقصر، والذي تشرف على إنجازه عمالة إقليم جرسيف بغلاف مالي يفوق 7.78 مليون درهم، في إطار برنامج تقليص الفوارق الاجتماعية والمجالية، بهدف تعزيز العرض المدرسي، وتلبية الطلب المتزايد على التمدرس في المنطقة.
وأوضح المدير الإقليمي لوزارة التربية الوطنية بجرسيف، عبد العزيز إنسي، أن إعطاء انطلاقة هذين المشروعين، يأتي استجابة للطلب المتزايد على العرض المدرسي داخل الوسط القروي، مشيرا إلى أن المشروعين يندرجان ضمن الجهود المبذولة لتوسيع البنيات التعليمية وتوفير فضاءات حديثة تراعي متطلبات التمدرس اللائق.
وأضاف، في تصريح مماثل، أن مجموع الاستثمارات المخصصة لهذين المشروعين يبلغ 15 مليون درهم، مؤكدا أن توفير حجرات دراسية جديدة وفضاءات تربوية متكاملة، سيشكل عاملا حاسما لخلق ظروف تعليمية محفزة وتحقيق تكافؤ الفرص بين المتعلمين، وكذا المساهمة في محاربة الهدر المدرسي، وتخفيف الضغط على المؤسسات القائمة.
ومن جانبه، أشار رئيس قسم التجهيزات بعمالة إقليم جرسيف، محمد الحلاص، إلى أن مشروع بناء الثانوية الإعدادية أولاد صالح، سيوفر بيئة تعليمية مناسبة تستجيب للمعايير المطلوبة، خاصة أنه يتضمن تجهيزات تربوية ورياضية متكاملة، تشمل 12 حجرة دراسية، و4 قاعات للمختبرات، وقاعات للتحضير، ومكتبة، وقاعة متعددة الوسائط، وكذا ملعبا متعدد الاستعمالات، وحلبة لألعاب القوى.
وأشار الحلاص إلى أن عمالة إقليم جرسيف، بصفتها صاحبة المشروع، تسهر على متابعة مختلف مراحل إنجازه لضمان جاهزيته قبل الدخول المدرسي المقبل؛ بما يعزز الجهود المبذولة للنهوض بالتعليم في المجال القروي، معتبرا أن هذه التدخلات تعكس إرادة جماعية لتجاوز الخصاص المسجل في البنية التحتية وتحقيق توازن مجالي يتيح تحسين المؤشرات الاجتماعية بالإقليم.
وتبرز هذه المشاريع في مجموعها، دينامية جديدة تروم تعزيز البنيات الأساسية، وتقوية العرض المدرسي، وتوفير فضاءات تربوية ورياضية حديثة؛ بما يسهم في دعم التنمية المحلية.















