لم يدخر المغرب جهدا، منذ استرجاعه لصحرائه سنة 1975، من أجل تنمية هذه المنطقة التي أضحت قطبا استراتيجيا للنهوض بإفريقيا، وفي خدمة الاندماج القاري.
وتعد المشاريع الكبرى التي تم إطلاقها أو الجاري تنفيذها في الصحراء المغربية جزءا مهما من شبكة البنيات التحتية القارية، وتشكل رافعة أيضا لتعزيز اندماج إفريقيا في السوق العالمية.
وبفضل الاستثمارات الضخمة في البنيات التحتية المينائية، على غرار ميناء الداخلة الأطلسي، وكذا توسيع شبكة الطرق والربط الجوي، تحت القيادة المتبصرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، يراهن المغرب على النموذج التنموي للأقاليم الجنوبية لدعم التنمية في بلدان الساحل وتحقيق اندماجها، عبر تمكينها من الولوج إلى المحيط الأطلسي.
وبذلك، أضحت الصحراء المغربية بوابة ولوج بلدان الساحل إلى المحيط الأطلسي، انسجاما مع المبادرة الملكية الأطلسية التي أطلقها جلالة الملك لتعزيز ولوج بلدان هذه المنطقة، لاسيما مالي وبوركينا فاسو والنيجر وتشاد، إلى هذا الفضاء البحري الاستراتيجي.
كما أصبحت الأقاليم الجنوبية، بفضل مشاريعها المهيكلة الكبرى، قطبا رئيسيا للفرص الهامة من أجل تحقيق التنمية المشتركة والازدهار بالفضاء الأطلسي الإفريقي، انسجاما مع المبادرة الأطلسية لجلالة الملك لفائدة بلدان الساحل الأطلسي للقارة. وتجسد العديد من المبادرات الهامة هذه الرؤية الملكية التي تضع القارة في مسار نمو اقتصادي مستدام، لا سيما مشروع أنبوب الغاز الإفريقي الأطلسي باعتباره مشروعا استراتيجيا يعزز الأمن الطاقي ويحفز التنمية الاقتصادية.
وإلى جانب دورها المحوري في ربط دول الساحل بالمحيط الأطلسي، تبرز الصحراء المغربية كمنطقة لا محيد عنها تزخر بالفرص الرامية إلى تعزيز الاندماج الإقليمي والاقتصادي للبلدان الإفريقية، في إطار تفعيل منطقة التبادل الحر القارية الإفريقية.
وبفضل مؤهلاتها الكبيرة وبنياتها التحتية الحديثة، تتموقع الصحراء المغربية اليوم كفاعل رئيسي في بناء فضاء إفريقي مزدهر ومتضامن في إطار اندماج إقليمي وقاري، وفقا لرؤية صاحب الجلالة الملك محمد السادس للعمل الإفريقي المشترك، الحامل لآمال كبرى لفائدة إفريقيا وسكان القارة.
وبعد مرور خمسين سنة على المسيرة الخضراء المظفرة، أضحت الصحراء المغربية واحة للسلام والازدهار، تتموقع كقطب استراتيجي للتنمية المستدامة لإفريقيا، انسجاما مع المقاربة الملكية للتعاون جنوب-جنوب.
ويعد هذا البعد الإفريقي للصحراء المغربية تجسيدا ملموسا لرؤية جلالة الملك التي تضع القضايا النبيلة لإفريقيا والمصالح الحيوية للمواطن الإفريقي في مجال السلام والأمن والتنمية في صلب الأجندة الإفريقية، وتكر س التشبث الوثيق لجلالته بتجذر المملكة في عمقها الإفريقي، والازدهار في إطار وحدة إفريقيا.














