فنشا: الطريق السريع تيزنيت – الداخلة يقوي الروابط الاقتصادية والتجارية بين المغرب وعمقه الإفريقي

7 نوفمبر 2025آخر تحديث :
فنشا: الطريق السريع تيزنيت – الداخلة يقوي الروابط الاقتصادية والتجارية بين المغرب وعمقه الإفريقي
(آش 24)///

في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، يستعرض مدير المديرية المؤقتة المكلفة بإنجاز الطريق السريع بين تيزنيت والداخلة، مبارك فنشا، مقومات هذا المشروع الضخم ومكوناته الرئيسية، وأهدافه الاستراتيجية، فضلا عن آثاره السوسيو-اقتصادية.

 

1- ما هو التقدم المحرز في مشروع الطريق السريع بين تيزنيت والداخلة؟ وما هي مكوناته الرئيسية؟

 

يتمثل مشروع الطريق السريع بين تزنيت والداخلة في توسيع الطريق الوطنية رقم 1 وتأهيلها لتصبح ذات مسارين في كلا الاتجاهين، وذلك على مسافة 1055 كلم، وهو ما يعد محفزا رئيسيا لتسريع وتيرة التنمية الاجتماعية والاقتصادية في الجهات الجنوبية للمملكة.

ويندرج هذا المشروع الضخم في إطار النموذج التنموي للأقاليم الجنوبية، الذي أطلقه صاحب الجلالة الملك محمد السادس في العيون سنة 2015، ومن شأنه خلق دينامية تنموية للاقتصاد المحلي والإقليم والجهوي، ويعزز جاذبية الأقاليم الجنوبية للمملكة، ويقوي بشكل مطرد الروابط الاقتصادية والتجارية بين المغرب وعمقه الإفريقي.

وقد اكتملت أشغال هذا الطريق السريع الذي رصدت له ميزانية تزيد على 9 مليارات درهم، بشكل كامل، وتم الانتهاء من وضع التشوير العمودي والأفقي. وقد فتح الطريق لحركة السير منذ يناير من السنة الجارية، بعد مرحلة تجريبية تهم السلامة في المنحدرات والمنعطفات والتقاطعات، وكذا مراقبة سلوك المركبات وحركة المرور الفعلية.

ويتألف هذا المشروع الضخم، الذي يمتد على مسافة 1055 كلم، من ثلاثة أجزاء رئيسية يتمثل الأول منها في المحور الرابط بين تيزنيت وكلميم، بطول 114 كلم، وقد خصصت له استثمارات بلغت ملياري درهم، ويمر عبر التضاريس الوعرة لجبال الأطلس الصغير.

أما المقطع الثاني، الذي يربط بين كلميم والعيون، والذي شكل تحديا تقنيا حقيقيا نظرا لكثرة الإنشاءات الهندسية، فيمتد على مسافة 441 كلم بتكلفة تزيد عن 6 مليارات درهم. وقد اكتملت الأشغال على هذا الطريق، وفتح المحور مؤخرا أمام حركة المرور.

ويمتد المقطع الثالث بين العيون والداخلة على مسافة 500 كيلومتر، ويتضمن توسيع الطريق إلى 9 أمتار. وقد تمت أشغاله منذ أكثر من عامين، بتكلفة إجمالية تجاوزت مليار درهم.

وفي ما يتعلق بمكونات هذا المشروع الطموح، الذي يهدف إلى تطوير شبكة طرقية تستجيب للمعايير التقنية الدولية بين الأقاليم الجنوبية للمملكة، فتشمل 16 جسرا وقنطرة، و7 محطات استراحة ومواقف للشاحنات، و18 منطقة لتفريغ مياه شاحنات نقل الأسماك، و6 طرق التفافية.

وقد أنجزت مختلف هذه التجهيزات الأساسية وفقا للأهداف المرسومة، بفضل التزام فرق العمل، والإدارة الدقيقة، والتعبئة المستمرة للفاعلين في المشروع، رغم مختلف الإكراهات (الجيو – استراتيجية والطبيعية والتقنية والصحية).

 

2- ما هي الأهداف الاستراتيجية لهذا المشروع الضخم؟

 

يهدف هذا المشروع الضخم إلى تزويد الأقاليم الجنوبية للمملكة بشبكة طرقية عصرية تستجيب لمعايير تقنية عالية ومستوى رفيع من السلامة، وتحسين مؤشرات السلامة الطرقية.

وقد صمم المشروع للتغلب على مختلف الإكراهات الجغرافية لهذه الأقاليم، بما في ذلك تفادي انقطاع حركة المرور وإغلاق الطرق بسبب الفيضانات وتراكم الرمال، بالإضافة لتسهيل نقل البضائع بين المدن الجنوبية للمغرب ومراكز الإنتاج والتوزيع الرئيسية.

ولا شك في أن هذا المشروع الوطني ببعده الاستراتيجي الواسع سيعزز استدامة الروابط الاقتصادية والتجارية بين المغرب وعمقه الإفريقي، مما ي سهم في تعزيز الدينامية الاجتماعية والاقتصادية وتشجيع الاستثمار في الأقاليم الجنوبية.

 

3- ما هي الانعكاسات الاجتماعية والاقتصادية للمشروع؟

 

يعد هذا الطريق السريع محفزا حقيقيا للتنمية الاقتصادية، إذ سيشجع بدون شك على مزيد من استثمارات القطاعين العام والخاص، ويحفز الاقتصاد المحلي والجهوي، كما سيعزز جاذبية الأقاليم الجنوبية للمملكة.

ومن مميزات هذا المشروع الضخم أيضا التخفيض الكبير في تكلفة ومدة النقل، حيث سيقلل وقت السفر بأكثر من 3 ساعات للمركبات الخفيفة و5 ساعات للشاحنات الثقيلة لنقل البضائع.

وقد ساهم هذا المشروع طيلة فترة إنجازه في تعزيز فرص العمل في الأقاليم الجنوبية من خلال توفير 205 مليون يوم عمل، بينما من المتوقع أن يولد تشغيل الطريق السريع أكثر من 30 ألف يوم عمل مباشر و150 ألف يوم عمل غير مباشر سنويا.

وقد تم إنجاز جميع أشغال هذا المشروع من قبل أطر وشركات مغربية، مما يبرز الخبرة التي راكمها المغرب في مجال التجهيزات الأساسية. وفي المجموع، تمت تعبئة 36 مقاولة كبرى، و15 مكتب دراسات و14 مكتبا طبوغرافيا، و4 مختبرات لمراقبة الجودة.

 

4- يجري حاليا ضمن هذا المشروغ الضخم بناء أكبر وأطول جسر طرقي يالمغرب على وادي الساقية الحمراء. ما هي نسبة إنجاز هذا المشروع؟

 

تتقدم أعمال بناء أكبر وأطول جسر طرقي في المغرب على وادي الساقية الحمراء، على مستوى الطريق الدائري لمدينة العيون، بوتيرة هامة، حيث تجاوزت نسبة الإنجاز 30 في المائة.

وتبلغ التكلفة الإجمالية لهذا المشروع الضخم 1.38 مليار درهم، ويعد جزءا من مشروع الطريق السريع الرئيسي بين تزنيت والداخلة. ويبلغ طول الجسر 1648 مترا وعرضه 21.4 مترا، ومن المقرر استكماله في يوليوز 2027.

ويرتكز مشروع الجسر علي وادي الساقية الحمراء، الذي تشرف عليه وزارة التجهيز والماء، على 15 منشأة خرسانية ضخمة مدعومة بأساسات عميقة منغرسة في باطن الأرض تمتد على طول إجمالي يبلغ 7 كيلومترات.

ويتكون الجسر من طريقين مزدوجين منفصلين ذهابا وإيابا، بالإضافة إلى ممشى للراجلين ومن شأنه تعزيز البنية التحتية الطرقية لمدينة العيون، كما سيمكن حركة السير العابرة من تفادي الدخول للمدينة، علاوة على تيسير نقل البضائع والأشخاص.

كما سيساهم الطريق المداري لمدينة العيون، المندرج ضمن مشروع يستجيب لمعايير السلامة والاستدامة البيئية، في تسهيل حركة المرور في محيط المدينة وانسيابيتها، وتجنب أي اضطرابات ناجمة عن الفيضانات، وتحسين السلامة الطرقية.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق