في مشهد مهيب يختزل عمق الانتماء الوطني والتلاحم الأبدي بين العرش والشعب، عاشت مدينة السمارة، مساء أمس الجمعة، على وقع ابتهاج شعبي عارم، وذلك عقب اعتماد مجلس الأمن الدولي لقرار تاريخي يمثل خطوة حاسمة في مسار تسوية النزاع المفتعل حول قضية الصحراء المغربية.
فما إن تم التصويت على هذا القرار الأممي التاريخي، حتى حج الآلاف من ساكنة المدينة إلى ساحة المسيرة الخضراء، التي كانت تحتضن جزء من الأنشطة المخلدة للذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء المظفرة في إطار احتفالية السمارة الدولية، غامرين الفضاءات العامة بدفء الوطنية الصادقة، لتتحول الحاضرة الروحية والعلمية للصحراء المغربية إلى مسرح مفتوح للفرحة الجماعية.
وصدحت حناجر المواطنين، في هذا الجزء من الوطن، بالأهازيج الوطنية الحماسية التي تمجد الوحدة الترابية وتؤكد تعلق الساكنة بوطنهم الجامع، في مشهد مهيب وعفوي، تجسدت فيه أسمى معاني الوطنية، حيث تمازجت الأفراح بزغاريد الفخر، ليتحول تجمعهم إلى امتداد طبيعي لبيعة متجددة في القلوب والعقول تتوارثها الأجيال.
وامتزجت زغاريد النساء بملاحفهن الصحراوية الأصيلة، بأصوات الفرق الفلكلورية الحسانية التي ألهبت حماس الحاضرين برقصاتها وإيقاعاتها الأصيلة، فيما تراقصت الأعلام الوطنية عالية على نغمات الفخر والانتصار.
وفي خضم هذه الاحتفالات، عبر عدد من المواطنين، في تصريحات لوكالة المغرب العربي للأنباء، عن اعتزازهم وفخرهم بهذه الخطوة المكرسة للوحدة الترابية للمملكة، التي تأتت بفضل القيادة المتبصرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.
وبملامح مفعمة بالثقة في الحاضر والمستقبل، وقلوب تنبض بحب الوطن، أعرب المواطنون عن امتنانهم العميق لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، على العناية السامية التي ما فتئ يوليها جلالته لتنمية الأقاليم الجنوبية للمملكة وضمان ازدهارها وتطورها.
وتواصلت الاحتفالات حتى ساعات متأخرة من الليل، حيث أنارت الشهب الاصطناعية سماء السمارة، وترددت في فضاء “المسيرة الخضراء” طلقات البارود إيذانا بفرحة تنضاف إلى سلسلة الأفراح الوطنية، كما أبدع الفرسان في عروض التبوريدة التي أضفت على الأجواء طابعا تراثيا أصيلا.
وتزامنا مع ذلك، جابت مواكب السيارات الشوارع مزدانة بالأعلام الوطنية، في احتفالية عفوية عكست عمق الابتهاج بهذا المنجز الدبلوماسي الكبير.














