بركة: المغرب جعل من تطوير الموانئ رافعة استراتيجية للنمو والاندماج الإقليمي

29 أكتوبر 2025آخر تحديث :
بركة: المغرب جعل من تطوير الموانئ رافعة استراتيجية للنمو والاندماج الإقليمي
(آش 24)///

أكد وزير التجهيز والماء، نزار بركة، اليوم الأربعاء بطنجة، أن المغرب، وبفضل الرؤية المستنيرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، جعل من تطوير الموانئ رافعة استراتيجية للنمو، والاندماج الإقليمي، والإشعاع الدولي.

وأوضح الوزير، في كلمة له خلال افتتاح الدورة السادسة للأيام المتوسطية للهندسة المينائية والساحلية (PIANC MedDays 2025)، أن المشاريع المهيكلة الكبرى، مثل ميناء الناظور غرب المتوسط، وميناء الداخلة الأطلسي، إلى جانب توسعة ميناءي طنجة المتوسط والدار البيضاء، تجسد بوضوح الطموح الوطني في جعل المملكة قطبا مينائيا مرجعيا على المستويين الأطلسي والمتوسطي، مبرزا أن هذه المشاريع ليست مجرد إنجازات هندسية، بل رموزا للإرادة الجماعية في التحديث والانفتاح والأداء والاستدامة.

وأشار إلى أن هذه الأيام أضحت موعدا مهما في أجندة الهندسة المينائية والبحرية على مستوى المتوسط، مبرزا أن تنظيمها في طنجة يعكس التزام المغرب الدائم بالتميز والتعاون الإقليمي والابتكار في هذين المجالين.

وأوضح الوزير أن الحدث، الذي يمتد على مدى يومين، يتيح للمشاركين فرصة النقاش وتبادل الآراء والتفكير الجماعي حول التحديات الكبرى التي تواجه هذا القطاع الحيوي، من خلال التركيز على أربع أولويات رئيسية تتمثل في الانتقال الطاقي والإيكولوجي، وتكييف البنيات التحتية المينائية والبحرية مع آثار التغيرات المناخية، وإدماج الرقمنة والذكاء الاصطناعي في التخطيط والتدبير وصيانة واستعلال الموانئ ، والأمن والأداء العملي للأوراش والمنشآت البحرية.

وأكد أن الموانئ لم تعد مجرد نقاط عبور، بل يجب أن تصبح فاعلا نشطا في إزالة الكربون والتدبير المستدام للبيئة البحرية والساحلية، مشددا على أن ارتفاع مستوى منسوب المياه والظواهر الجوية القصوى وتآكل السواحل عوامل تستدعي هندسة مبتكرة واستباقية تضمن صمود البنيات التحتية المينائية أمام التغيرات الطبيعية.

كما أبرز أن إدماج الرقمنة والذكاء الاصطناعي في التخطيط والتدبير وصيانة واستغلال الموانئ يشكل تحولا استراتيجيا نحو مزيد من الكفاءة وجودة الخدمات والتنافسية، معتبرا أن استمرارية العمليات المينائية تتطلب أنظمة قوية، ومخططات طوارئ فعالة، وبنيات تحتية مصممة لتدوم.

وقال بركة: “أكثر من أي وقت مضى، يجب أن تتموقع الهندسة المينائية والبحرية كحاملة لحلول مستدامة تجمع بين النجاعة الاقتصادية والأمن العملياتي واحترام البيئة البحرية والساحلية”.

وأعرب عن قناعته بأن جودة المداخلات والنقاشات التي ستعرفها هذه التظاهرة ستثري التفكير الجماعي وتفتح آفاقا جديدة للتعاون والابتكار، كما ستتيح للمشاركين فرصا لاكتساب أفكار جديدة ومقاربات مبتكرة واستراتيجيات عملية قادرة على تعزيز تنافسية واستدامة المشاريع المينائية والبحرية.

ودعا الوزير المشاركين إلى استثمار هذه الأيام في نسج شراكات جديدة، وتبادل الخبرات، ومد الجسور بين التخصصات والمؤسسات والبلدان والقطاعات، من أجل تطوير علم وممارسة الهندسة المينائية والبحرية.

ويروم هذا الحدث، المنظم بتعاون بين الجمعية المغربية للهندسة المينائية والبحرية (AMIPM) والجمعية العالمية للبنى التحتية البحرية والنهرية (PIANC International) ، تحت إشراف وزارة التجهيز والماء، والذي يعقد لأول مرة على مستوى القارة الإفريقية، تعزيز التعاون الإقليمي في المجالين المينائي والبحري، وتبادل الخبرات، وتشجيع الابتكار من أجل إدارة مستدامة للبنى التحتية في مواجهة تحديات التغير المناخي.

وبالموازاة مع هذه الأيام، تنعقد الدورة الثالثة من “يوم البنية التحتية ” (Infra Day) المنظمة من قبل الوكالة الوطنية للموانئ، والتي تم تخصيصها لعرض أهم المشاريع المينائية الوطنية، من بينها ميناء الدار البيضاء، ميناء الداخلة الأطلسي وميناء الناظور غرب المتوسط.

وتأتي هذه الدورة، التي تمتد على مدى يومين، ليؤكد المغرب التزامه بدورها كفاعل رئيسي في التعاون المتوسطي والدولي، وسعيه نحو تنمية مينائية وبحرية مستدامة ومبتكرة ومرنة.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق