خيم حزن عميق على سكان جهة الشرق بعد رحيل واليهم السابق، الخطيب الهبيل، وتكليفه بمهمة جديدة كوال على جهة مراكش – آسفي، ضمن حركة التعيينات الأخيرة في صفوف الولاة والعمالّ.
مرد هذا الحزن الدينامية الاستثنائية التي عشاها الشرق مع قدوم الخطيب الهبيل، وما حققه من سلسلة أوراش كبرى غيرت ملامح الجهة، ومدينة وجدة على وجه الخصوص، وأسهمت في تنمية المنطقة بشكل ملموس.
الهبيل، الذي مر سابق بالنواصر و سطات وبني ملال، جمع بين الصرامة والكفاءة، وترك بصمة إيجابية في كل محطة تولى فيها مهامه.
فخلال الفترة الوجيزة التي قضاها بالشرق، أشرف على مشاريع هيكلية وتنموية شملت الطرق، المرافق العمومية، وإعادة تهيئة أحياء وشوارع المدينة، مما أعطى الجهة زخما جديدا وأكسبها إشعاعا محليا وإقليميا.
الهبيل، الذي مر سابقا كمسؤول ترابي أول على عمالات النواصر و سطات وجهة وبني ملال، يجمع بين الصرامة والكفاءة، وترك بصمة إيجابية في كل محطة تولى فيها مهامه. ويعرف بين منن عايشوا فتراته التدبيرية للمناطق التي مر منها بشخصيته الحازمة، وحسن تدبيره للأزمات، فضلا عن نكرانه للذات والتزامه العميق بمصالح المواطنين.
وعلى الرغم من جديته الصارمة ، فإنه يحظى باحترام واسع، إذ يعتبر نموذجا للوالي الذي يوازن بين الصرامة والإنصاف، بين السلطة والخدمة العامة.
خلال فترة توليه جهة الشرق، لم يكن الخطيب الهبيل مجرد إداري، بل قائد ورجل دولة يواكب التطورات ويطلق المبادرات ويحفز فرق العمل على الإنجاز بسرعة وفعالية.
سكان وجدة والشرق ككل يتذكرون لمساته في تطوير البنية التحتية، وتسهيل الخدمات، ودعمه للأنشطة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، ما جعل من إنجازاته حديث الناس ومصدر فخر للمنطقة، ورحيله محط حزن وأسف.
الآن الهبيل أمام اختبار جديد، في منطقة تواجه تحديات ضخمة ضمن التحضير لتنظيم المغرب لمونديال 2030. وإشرافه على جهة تضم الواجهة السياحية للمغرب بصيتها العالمي يحمل إضافة نوعية لهطه المنطقة. فخبرته الطويلة في التدبير وكفاءته المشهود لها كأحد أبرز أطر الداخلية، بالإضافة إلى مهاراته في قيادة المشاريع الطموحة والهيكلية، وقدرته على تحويل الرؤية إلى واقع ملموس، ستنعكس إيجابا على الجهة، حيث لا محال أنه سيعطي نفسا جديدا لتعزيز التنمية، وخلق فرص عمل، وتحقيق التوازن بين تطوير المدن وراحة المواطنين.
ويترجم وضع الثقة في والي من هذا العيار الثقيل مدى مكانته وقدراته التدبيرية، التي لا تعجز عن ابتكار الحلول لأكثر المشكلات تعقيدا. الهبيل، الذي يعرف الجهة وخريطتها العمرانية جيدا بعد اشتغاله لسنوات طويلة مديرا جهويا في مؤسسة “العمران”، يمثل رجل المهام الصعبة الذي يؤدي مهمته بنجاح أينما كان مطلوبا، ويثبت مرة أخرى أنه إطار وطني يعتمد عليه لتنفيذ الأوراش الكبرى.
إرث عائلي من الإخلاص والوفاء
يحمل تاريخ الهبيل العائلي نموذجا راسخا للإخلاص والوفاء. فقد كان جده، ذو الأصل البركاني إمبارك البكاي لهبيل، نموذجا للوفاء الوطني، وهي قصة تتوارثها الأجيال مقدمة دروسا قيمة وملهمة ما زالت مستمرة إلى اليوم.
امبارك البكاي، أول رئيس حكومة مغربية، ارتبط بالسلطة والأسرة العلوية، وشارك عام 1939 في الحرب العالمية الثانية في فرنسا، حيث أصيب وتعرض للأسر، ونقل إلى ألمانيا، وتم بتر ساقه نتيجة إصابته البالغة.
وظل امبارك متمسكا بولائه للسلطان محمد بن يوسف، ساند الحركة الوطنية، وقاد مساعي نيل استقلال المغرب، ليتم تعيينه رئيسا للحكومة بعد عودة الملك محمد الخامس من المنفى في نوفمبر 1955 وبداية عام 1956.
هذا الإرث من التفاني والإخلاص، الذي أصبح سمة متأصلة في العائلة، تجسد اليوم في شخص الخطيب الهبيل، الذي أسس مسارا حافلا من الجدية والتفاني عبر عدة مناصب تنفيذية.
واليوم، يقود الهبيل ورش التنمية والتحديث الضخم في جهة مراكش – آسفي، حيث يستبشر سكان الجهة بقدومه، متطلعين إلى دفعة قوية تعزز التنمية وتحسن مستوى عيش المواطنين.