في إطار عنايته الخاصة بالقطاع الثقافي وحرصه الدائم على مواكبة مشاريع التنمية المندمجة بمدينة وجدة، قام والي جهة الشرق، عامل عمالة وجدة أنجاد، خطيب الهبيل، بزيارة تفقدية إلى مركز التعريف بالتراث الأركيولوجي ورواق الفنون المغرب العربي، للوقوف على سير أشغال التهيئة والتجهيز الجارية بهما.
وقد رافق الوالي في هذه الزيارة كل من مدير وكالة تنمية جهة الشرق، ورئيس جماعة وجدة، وعدد من المسؤولين الإداريين والشخصيات الفاعلة في المشهد الثقافي المحلي.
وخلال هذه الجولة الميدانية، قدّم المشرفون على المشروع شروحات تقنية حول طبيعة الأشغال المنجزة، والنماذج المقترحة لتدبير المؤسستين بعد افتتاحهما، بما يتماشى مع الأهداف الثقافية والعلمية المرجوة. كما تمت الإشارة إلى أن هذين الصرحين عرفا، ولأول مرة، تهيئة متكاملة تراعي الخصوصيات الوظيفية لكل منهما.
وخضع مركز التعريف بالتراث الأركيولوجي لأشغال دقيقة تستجيب لمعايير العرض المتحفي وحفظ القطع الأثرية وصون التراث المادي، كما سيتم تجهيز فضاءاته بأحدث وسائل العرض والتوثيق، بما يحفظ الذاكرة التاريخية للمدينة ويتيح للباحثين والمهتمين مجالا علميا رفيعا.
وشهد رواق الفنون المغرب العربي، بدوره، عملية ترميم وتجديد عميقة، همت القاعات والفضاءات الداخلية والخارجية، مع اعتماد تصور معماري حديث يبرز جماليات الفن المغربي ويجعله فضاءً حيويا لاحتضان المعارض والأنشطة الفنية المتنوعة.
ومن المرتقب أن يتم، خلال الأسبوع المقبل، افتتاح مركز التعريف بالتراث الأركيولوجي ورواق الفنون المغرب العربي بشكل رسمي، حيث سيتحولان إلى فضاءين ثقافيين مفتوحين في وجه الفنانين، المبدعين، الباحثين والطلبة، فضلا عن عموم الزوار المغاربة والأجانب. كما ينتظر أن يسهما بشكل فعال في تنشيط الساحة الثقافية بالمدينة وإغناء العرض الفني والمعرفي بها، بما يعزز من مكانتها كوجهة حضارية متميزة و”مدينة ألفية” تستحق موقعها الريادي في الفضاء المغاربي.
إن هذه المشاريع ليست مجرد أوراش تهيئة عمرانية، بل هي لبنات أساسية في بناء مشروع ثقافي شامل يربط الماضي بالحاضر، ويمنح لوجدة، بتاريخها العريق وطاقاتها الحية، فرصة لتجديد إشعاعها الثقافي، وإبراز صورتها كمدينة تجمع بين الأصالة والانفتاح، وتحتضن مختلف أشكال الإبداع والفكر.
