يبدو ان وجدة. انتظرت انتهاء العطل الصيفية، ورحيل ضيوفها وأبناءها في المهجر ، الذين سجلوا رقما قياسيا هذه السنة، لتنفض عنها غبار الصيف ورتابة السنين الأخيرة .
الوافد على عروس الشرق هذه الأيام يفاجأ بحركية كبيرة تكاد تشمل جميع الأحياء والمرافق الخدماتية فيما يبدو ورشة كبيرة للتجديد والعصرنة.
قليلة هي المدن التي تطاول عراقتها الألف سنة مثل حاضرة زيري بن عطية في المغرب كما في خارجه ، ولذلك كانت حاجتها كبيرة للحفاظ على مآثرها ومعالمها المميزة وتراثها الغني. وتطلب ذلك التفاتة كريمة وكبيرة من جلالة الملك محمد السادس ، الذي خصها بزيارة هامة بعيد اعتلاءه العرش . حيث أقام بها مدة سهر خلالها بنفسه على ارساء دعائم مشروع شامل للنهوض بها وبجهتها اقتصاديا واجتماعيا وإصلاح منشآتها وتجديد وتوسعة بنيّاتها التحتية.
البرنامج الملكي عرف فترات تجدد وانطلاق متعددة ، لكن احتياجات المدينة الألفية وساكنتها كانت تتزايد وتتسارع نظرا للمكانة المتميزة لوجدة وجهتها كواجهة حدودية مهمة وحساسة وذات بعد استراتيجي حقيقي..
الشهور الماضية شهدت تحولا حقيقيا محسوسا في كثافة وديناميكية الإصلاح . الذي بدأ مع تعيين والي جديد عرف بقوته وفعاليته في العمل التنموي وشدة طموحه في تحقيق المنجزات الكبيرة والتغيير الملموس. حدث ذلك وسجل له في كثير من الجهات التي تحمل فيها المسؤولية وكان آخرها اقليم وجهة بني ملال.التي لم يغادرها إلا وقد تغيرت بدرجة كبيرة إلى الأفضل رغم المصاعب .
اليوم ، وانت تتجول في وجدة تطالعك الاوراش التي حولت المدينة إلى خلية نحل هائلة. تجري بها الأشغال بسرعة محمومةً قلما سجلت. . ورغم ان تفاصيل البرنامج الجاري الان تنفيذه. لم يكشف عنه كاملا فإنه يبدو ان الإصلاح الحالي يستهدف البنيات التحتية الأساسية كلها من طرق وشوارع وساحات وإنارة وبيئة ومعالم عمرانية ومآثر..
سنعود إلى الموضوع بتفاصيل اكثر ونحاول ان نسلط بعض الضوء على الدينامية الملموسة التي تجلت في كل الأنشطة العامة منذ تولي الإدارة الجديدة التي يقود ها الوالي المخضرم الخطيب الذي هو بالتالي واحد من أبناء الجهة المنتمي لإحدى اعرق العائلات الوطنية.