تعود عجلة البطولة الوطنية الاحترافية لكرة القدم “إنوي”، في قسمها الأول، للدوران برسم الموسم الرياضي الجديد 2025-2026، بانطلاق أولى دوراتها، غدا الجمعة، في ظل توقعات تشير إلى أن المنافسة ستكون محتدمة بين فرق الصفوة، التي تدخل غمار هذا الموسم بطموحات ورهانات متباينة.
وتتباين طموحات الأندية الوطنية بين الحفاظ على درع البطولة (نهضة بركان) ولعب الأدوار الطلائعية، والتطلع إلى التتويج بلقب قاري بالنسبة لأندية نهضة بركان والجيش الملكي (عصبة الأبطال) بعدما حسما صدارة ووصافة الترتيب، في البطولة الوطنية الاحترافية للموسم السابق، فيما يمثل المغرب في كأس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم كل من أولمبيك آسفي المتوج بكأس العرش، والوداد الرياضي المحتل للمركز الثالث.
وبصرف النظر عن الصراع على اللقب، ستنصب طموحات العديد من الأندية على استكمال الموسم في مراكز متقدمة تؤهلها للمسابقات القارية والعربية، كالفتح الرياضي والمغرب الفاسي، دون إغفال الصراع المرتقب من أجل احتلال مراكز أكثر أمانا في وسط سبورة الترتيب وتفادي الدخول في متاهة حسابات آخر الموسم، وكلها عوامل كفيلة بجعل بطولة هذا الموسم مثيرة ومشوقة.
وفي هذا السياق، سيكون التحدي كبيرا أمام الفرق الملتحقة حديثا بقسم الكبار، حيث تطمح فرق الكوكب المراكشي واتحاد يعقوب المنصور، وأولمبيك الدشيرة للحفاظ على مكانتها بين فرق النخبة، فيما ستكون باقي الفرق مطالبة بتجنب أخطاء الماضي حتى تضمن مكانة متقدمة في جدول الترتيب، أو التطلع إلى انتزاع مركز مؤهل للمسابقات الأفريقية.
ولعل من العوامل الدالة على أن الندية والتنافس سيطبعان البطولة في موسمها الجديد كون بعض الفرق ستعود للعب في معاقلها، ويتعلق الأمر على الخصوص بفريقي الرجاء والوداد البيضاويين اللذين سيستقبلان في المركب الرياضي محمد الخامس بالدار البيضاء، فيما سيواجه فريق الجيش الملكي ضيوفه في الملعب الأولمبي بمدينة الرباط معززا بمناصريه.
وتحسبا لخوض غمار البطولة، دخلت مختلف فرق الصفوة في تربصات إعدادية داخل وخارج الوطن، وعززت صفوفها بلاعبين جدد من خلال العديد من الانتدابات، فضلا عن إجراء مباريات ودية للرفع من منسوب اللياقة البدنية والانسجام، والوقوف على مكامن القوة والضعف، حتى تكون جاهزة لرفع تحديات الموسم الكروي الجديد.
وهكذا، شهدت سوق الانتقالات الصيفة عددا من الانتدابات، شملت أسماء محلية وأخرى أجنبية، حيث عززت فرق نهضة بركان، والجيش الملكي، والرجاء الرياضي، والوداد الرياضي، والفتح الرياضي، والمغرب الفاسي وغيرها…، صفوفها بمجموعة من اللاعبين بهدف تقديم قيمة مضافة وتحقيق نتائج ايجابية.
وباعتبارها اللاعب رقم 12 بدون منازع، تستعد الجماهير المغربية لأداء دور محوري في تحفيز اللاعبين، إذ يرتقب أن تشهد جل الملاعب حضورا جماهيريا كثيفا خاصة مع ارتفاع منسوب التنافسية، وتحسن مستوى بعض الفرق لاسيما الملتحقة حديثا بقسم الصفوة.
وتتطلع جماهير أندية فرق الصفوة أيضا إلى ارتقاء أداءها الى المستوى الذي بلغته المنتخبات الوطنية، بعد أن بصمت، خلال السنة الجارية، على حضور لافت، خصوصا عقب تتويج المنتخب الوطني المغربي للاعبين المحليين باللقب الإفريقي، وتأهل المنتخب الوطني الأول إلى نهائيات كأس العالم 2026 عن جدارة واستحقاق.
وحرصا على جعل البطولة الاحترافية مرآة مشرقة لكرة القدم المغربية، فإن أندية قسم الصفوة تجد نفسها مطالبة بخوض موسم كروي متميز، وكسب رهان التمثيل المشرف للمغرب، على مختلف الأصعدة.